نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 354
وكفّ عنه الناس وقال لإبراهيم : هذا ابن عمي وقد أمنته . فقال : أحسنت ، وأمر بفرسه فأحضر ، فأركبه وقال : ألحق بأهلك . أقبل إبراهيم نحو المختار وشبث بن ربعي محيط به ، فلقيه يزيد بن الحرث وهو على أفواه السكك التي تلي السبخة ، فأقبل إلى إبراهيم ليصده عن شبث وأصحابه ، فبعث إبراهيم إليه طائفة من أصحابه مع خزيمة بن نصر وسار نحو المختار وشبث فيمن بقي معه ، فلمّا دنا منهم إبراهيم حمل على شبث وحمل يزيد بن أنس فانهزم شبث ومن معه إلى أبيات الكوفة ، وحمل خزيمة بن نصر على يزيد بن الحرث فهزمه وازدحموا على أفواه السكك وفوق البيوت ، وأقبل المختار فلمّا انتهى إلى أفواه السكك رمته الرماة بالنبل فصدوه عن الدخول إلى الكوفة من ذلك الوجه . رجع الناس من السبخة منهزمين إلى ابن مطيع ، وجاء قتل راشد بن إياس فسقط في يده ، فقال له عمرو بن الحجاج الزبيدي : أيها الرجل لا تلق بيدك واخرج إلى الناس وأندبهم إلى عدوك ، فإن الناس كثير وكلهم معك إلاّ هذه الطائفة التي خرجت والله يخزيها ، وأنا أول مندوب فانتدب معي طائفة ومع غيري طائفة . خرج ابن مطيع فقام في الناس ووبّخهم على هزيمتهم وأمرهم بالخروج إلى المختار وأصحابه ، ولمّا رأى المختار أنه قد منعه يزيد بن الحرث من دخول الكوفة ، عدل إلى بيوت مزينة وأحمس وبارق وبيوتهم منفردة ، فسقوا أصحابه الماء ولم يشرب هو ، فإنه كان صائماً ، فقال أحمر بن شميط لابن كامل : أتراه صائماً ؟ قال : نعم . قال : لو أفطر كان أقوى له ، إنه معصوم وهو أعلم بما يصنع . فقال أحمر : صدقت أستغفر الله . فقال المختار : نِعم المكان للقتال هذا . فقال إبراهيم : إن القوم قد هزمهم الله وأدخل الرعب في قلوبهم ، سر بنا فوالله ما دون القصر مانع . فترك المختار هناك كل شيخ ضعيف ذي علة وثقلهم ، واستخلف عليهم أبا عثمان النهدي ، وقدّم إبراهيم أمامه ، وبعث ابن مطيع عمرو بن الحجاج في ألفين ، فخرج عليهم فأرسل المختار إلى إبراهيم : أن اطوه ولا تقم عليه . فطواه وأقام . أمر المختار يزيد بن أنس أن يواقف عمرو بن الحجاج فمضى إليه ، وسار
354
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 354