نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 353
شبث وحرضهم ، فرجع إليه منهم جماعة فحملوا على أصحاب نعيم وقد تفرقوا فهزموهم وصبر نعيم فقتل وأسر سعر بن أبي سعر وجماعة من أصحابه ، فأطلق العرب وقتل الموالي ، وجاء شبث حتى أحاط بالمختار وكان قد وهن لقتل نعيم ، وبعث ابن مطيع يزيد بن الحريث بن رؤيم في ألفين فوقفوا في أفواه السكك ، وولى المختار يزيد بن أنس خيله وخرج هو في الرجالة ، فحملت عليه خيل شبث فلم يبرحوا مكانهم . فقال لهم يزيد بن أنس : يا معشر الشيعة إنكم كنتم تقتلون وتقطع أيديكم وأرجلكم وتسمل أعينكم وترفعون على جذوع النخل في حبّ أهل بيت نبيّكم وأنتم مقيمون في بيوتكم وطاعة عدوكم ، فما ظنكم بهؤلاء القوم إذا ظهروا عليكم اليوم ؟ والله لا يدعون منكم عيناً تطرف وليقتلنكم صبراً ، ولترون منهم في أولادكم وأزواجكم وأموالكم ما الموت خير منه ، والله لا ينجيكم منهم إلاّ الصدق والصبر والطعن الصائب والضرب الدراك ، فتهيئوا للحملة . فتيسروا ينتظرون أمره وجثوا على ركبهم . وأمّا إبراهيم بن الأشتر فإنه لقي راشداً فإذا معه أربعة آلاف ، فقال إبراهيم لأصحابه : لا يهولنّكم كثرة هؤلاء ، فوالله لربّ رجل خير من عشرة والله مع الصابرين . وقدم خزيمة بن نصر إليهم في الخيل ونزل هو يمشي في الرجالة ، وأخذ إبراهيم يقول لصاحب رايته : تقدم برايتك ، إمض بهؤلاء وبها . اقتتل الناس قتالا شديداً وحمل خزيمة بن نصر العبسي على راشد فقتله ، ثم نادى : قتلت راشداً وربّ الكعبة . وانهزم أصحاب راشد ، وأقبل إبراهيم وخزيمة ومن معهما بعد قتل راشد نحو المختار ، وأرسل البشير إلى المختار بقتل راشد ، فكبّر هو وأصحابه وقويت نفوسهم ، ودخل أصحاب ابن مطيع الفشل ، وأرسل ابن مطيع حسان بن قائد بن بكر العبسي في جيش كثيف نحو ألفين ، فاعترض إبراهيم ليرده عمّن بالسبخة من أصحاب ابن مطيع ، فتقدم إليهم إبراهيم فانهزموا من غير قتال ، وتأخر حسان يحمي أصحابه فحمل عليه خزيمة فعرفه فقال : يا حسان لولا القرابة لقتلتك فأنج بنفسك . فعثر به فرسه فوقع فابتدره الناس فقاتل ساعة ، فقال له خزيمة : أنت آمن فلا تقتل نفسك .
353
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 353