نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 348
يطمع في أن يضمّه إليه ويتخذه عضداً له في قيادة الجيوش وإخضاع البلاد له ، والمختار كان على بصيرة من أمره وسداد في عقله ، يتحرى نيل الأمنية الوحيدة من إدراك الأوتار التي لم تزل تتغلغل بين صدره والتراقي ، وقد أحنى عليه أضالعه منذ بشّر بتلك السعادة الرابحة وهو يطوي الجديدين ، يتطلب وليجة إلى ذلك من أي الطرق وسعة ، حتى حسب بصيصاً منه في جانب ابن الزبير ، لأنه قبل هلاك يزيد بن معاوية كان ربما يهتف بثارات الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه ، ويغري الناس بيزيد ويوثبهم عليه ، لأنه كان يجده أقرب الوسائل إلى التنكيل به وهدم قوى الأمويين ، فلمّا هلك يزيد أعرض عنه ، فبان أنه كان يطلب الملك لنفسه ، وأن ما كان يبديه من ذلك كان فخاً من فخوخه يصطاد به شيعة آل محمد ( عليهم السلام ) على ما كان هو عليه من نزعته العثمانية ، وسوابقه فيها معلومة منذ عهد الجمل إلى أن قتل ، وإذا تواصلت الأنباء بمظاهراته تلك إلى المختار يممه عسى يجد عنده بغيته ، لكنه بالرغم من حرصه على تلك الأمنية ألفاه - بعد أن خبره ردحاً - وقد قلب ظهر المجن ومحض الدعوة لنفسه من غير ما جدارة أو حنكة فانتكص عنه وقال : ذو مخاريق وذو مندوحة * وركابي حيث وجهت ذلل لأبيتن منزلا تكرهه * فإذا زلت بك النعل فزل فخرج من مكة متوجهاً إلى الكوفة ، فلقي في طريقه هاني بن أبي حية الوداعي فسأله عن أهلها . فقال : لو كان لهم رجل يجمعهم على شيء واحد لأكل الأرض بهم . فقال المختار : أنا والله أجمعهم على الحق ، وألقي بهم ركبان الباطل ، وأقتل بهم كل جبار عنيد إن شاء الله ، ولا قوة إلاّ بالله . ثم سأله المختار عن سليمان بن صرد هل توجه لقتال المحلين ؟ قال : لا ، ولكنهم عازمون ذلك . ثم سار المختار حتى انتهى إلى نهر الحيرة يوم الجمعة ، فنزل واغتسل ولبس ثيابه وتقلد سيفه وركب فرسه ودخل الكوفة نهاراً ، لا يمر على مسجد القبائل ومجالس القوم ومجتمع المحال ، إلاّ وقف وسلم وقال : أبشروا بالفرج ، فقد جئتكم
348
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 348