نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 347
حروب طاحنة مع ابن مطيع عامل ابن الزبير أولا ، حتى نفي من الكوفة مخذولا ، ومع مصعب بن الزبير وفيها كانت شهادة المختار أخيراً ووقعة الخازر ( 1 ) ، ولقد عادت مجزرة كبرى لزبائن الكفر والإلحاد من طغمة الأمويين ، وفيها مقتل ابن زياد ابن أبيه الموجف على ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بخيله ورجله ، وقبلها وقعة ابن زياد مع يزيد بن أنس الأسدي ( رحمه الله ) ، وفيها توفي يزيد المذكور ، وبينهما انتكاث الكوفيين على المختار ، واستعادته ابن الأشتر عن مسيره إلى ابن زياد ، حتى أخمد لهبهم وفرقهم أيدي سبأ ( 2 ) ، ثم ارتجع عائداً إلى مناضلة ابن زياد ، فكان إذ ذاك من الأمر الذي دبّر بليل لانثيال المسلمين عنه ، أن عزوا إليه دعوة النبوة ونزول الوحي عليه ، فإنهم كانوا ولا يبرحون يكفّرون صاحب تلك الدعوى ويوجبون قتله ولإنفضاض خصوص الشيعة عنه ، أن قذفوه بحب أضداد أهل البيت ( عليهم السلام ) تارة ، وبعدم الاستقامة في طريقته أخرى ، ولتثبط أهل النسك والعبادة الذين كانوا معه عنه . عملوا له كل قول مائن من نسبة الكذب إليه آونة ، وحبّ الملك والجاه ، وأن ما تظاهر به من الدعاية إلى إدراك الثأر ، كان فخّاً من فخوخه يصطاد به البسطاء طوراً إلى غير ذلك ، وألقوا إلى زعماء الكوفة أنه يزلف إليه أبناء العجم ويشركهم مع العرب في الفيء ويسلط الموالي على السادات ، فخذلوا فريقاً منهم عن نصرته . هكذا كانت تأتي المختار القذائف والطامات ، حتى إذا بُعد المدى حسبت الأغرار تلك اللهجات حقائق ذهبت بها الأعصر الخالية ، وأني لا أعجب ممّن قال ذلك في العصور المظلمة ، من الذين حدت بهم الأهواء والميول ، وإنما العجب كله ممّن نشأ في عصر النور وبلغ من الحنكة أن عاد مدرّساً في جامعة كمثل الأزهر ، كمثل الشيخ علي محفوظ في كتابه وهو يقتص أثر أولئك المهملجين مع الشهوات ، وإن كان شواظ الحقد الثائر يقذف بصاحبه إلى حيث تنيخ العصبية العمياء . كان بين المختار وبين عبد الله بن الزبير إحن مستحكمة ، فإن ابن الزبير كان
1 - الخازر : نهر بين الموصل وأُربل ، قال الحموي : هو موضع كانت عنده وقعة بين عبيد الله بن زياد وإبراهيم بن مالك الأشتر النخعي في أيام المختار ويومئذ قتل ابن زياد الفاسق . انظر : معجم البلدان : 2 / 337 . 2 - أيدي سبأ ، وأيادي سبأ ، أي : تفرقوا أو تبددوا . لسان العرب : 1 / 94 ، القاموس المحيط : 4 / 340 ، وللميداني في مجمع الأمثال : 1 / 278 كلام طويل فراجع .
347
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 347