نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 331
درهم ، فبع سيفي ودرعي فاقضها عني ، وإذا قتلت فاستوهب جثتي من ابن زياد فوارها ، وابعث إلى الحسين ( عليه السلام ) من يردّه ، فإني كتبت إليه وأعلمته أن الناس معه ولا أراه إلاّ مقبلا ومعه تسعون إنساناً بين رجل وامرأة وطفل . فقال عمر لابن زياد : أتدري أيها الأمير ما قال لي ؟ فقال له ابن زياد - على ما رواه في العقد الفريد ( 1 ) - : اكتم على ابن عمك . قال : هو أعظم من ذلك ، إنه ذكر كذا وكذا . فقال له ابن زياد : إنه لا يخونك الأمين ، ولكن قد ائتمن الخائن ، أمّا ماله فهو له ، ولسنا نمنعك أن تصنع به ما أحببت ، وأمّا جثته فإنّا لا نبالي إذا قتلناه ما صنع بها ، وأمّا حسين فإن هو لم يردنا لم نرده . ثم قال لعمر بن سعد : أما والله إذ دللت عليه لا يقاتله أحد غيرك . ثم أقبل ابن زياد على مسلم يشتمه ويشتم الحسين وعليّاً وعقيلا ، ومسلم لا يكلمه ، ثم قال ابن زياد : اصعدوا به فوق القصر وادعوا بكير بن حمران الأحمري الذي ضربه مسلم . فصعدوا به وهو يكبّر ويستغفر الله ويصلي على رسوله ويقول : اللهم احكم بيننا وبين قوم غرّونا وكذّبونا وخذلونا . فأشرف به على موضع الحذائين ، فضرب عنقه بكير بن حمران ثم أتبع رأسه جسده من أعلا القصر . وكان مقتل مسلم ( رضي الله عنه ) يوم الأربعاء في اليوم الثامن من ذي الحجة - يوم التروية - وهو اليوم الذي خرج فيه الحسين ( عليه السلام ) يقصد الكوفة ملبياً دعوتها . وجاء الحسين ( عليه السلام ) هذا النبأ المفجع وهو بزرود ( 2 ) ، فلم يبد من مظاهر الحزن سوى الاسترجاع ، وأخفى كل حزنه في أعماق قلبه ، لأن العيون لدى الشدائد شاخصة إلى الزعيم ، فإن بدا عليه لائحة حزن عمّ الغم أحباءه ، وتوهم كل منهم ما شاء الله أن يتوهم . ولمّا شاع نعي مسلم في ركب الحسين ( عليه السلام ) وانقلاب الكوفة ضده بعد أن كانت المطمع الوحيد لتحقيق آمال أهله وصحبه ، صار كثير من ذوي الطمع وذباب
1 - العقد الفريد : 4 / 482 . 2 - زرود : تقع بين الثعلبية والخزيمية بطريق الحاج من الكوفة . معجم البلدان : 3 / 139 .
331
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 331