نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 330
فسكت ، وانتهى مسلم إلى باب القصر وهو عطشان ، وعلى باب القصر أناس ينتظرون الأذن منهم : عمارة بن عقبة بن أبي معيط ، وعمرو بن حريث ، ومسلم بن عمرو الباهلي ، وكثير بن شهاب ، فاستسقى مسلم ( رضي الله عنه ) الماء وقد رأى قلة ( 1 ) موضوعة على الباب ، فقال مسلم الباهلي : أتراها ما أبردها ، لا والله لا تذوق منها قطرة حتى تذوق الحميم في نار جهنم . فقال له : ويحك من أنت ؟ قال : أنا من عرف الحق إذ أنكرته ، ونصح لإمامه إذ غششته ، وسمع وأطاع إذ عصيته وخالفته ، أنا مسلم بن عمرو الباهلي . فقال : لأمّك الثكل ، ما أجفاك وما أفظك وأقسى قلبك وأغلظك ، أنت يا بن باهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنم منّي . ثم تساند وجلس إلى الحائط ، فبعث عمرو بن حريث مولاه سليمان فجاءه بقلة ، وبعث عمارة غلامه قيساً فجاءه بقلة عليها منديل ، فصب له ماءاً بقدح ، فأخذ كلما شرب امتلأ القدح دماً من فمه ، حتى إذا كانت الثالثة سقطت ثنيتاه في القدح فقال : الحمد لله لو كان من الرزق المقسوم لي لشربته . ولمّا أدخلوه على عبيد الله لم يسلّم عليه بالإمرة ، فقال له الحرسي : ألا تسلّم على الأمير ؟ فقال : إن كان يريد قتلي فما سلامي عليه ؟ فقال له ابن زياد : لعمري لتقتلن . قال : فدعني أوص بعض قومي . قال : افعل . فنظر مسلم ( رضي الله عنه ) إلى جلساء عبيد الله وفيهم عمر بن سعد بن أبي وقاص ، فقال : يا عمر إن بيني وبينك قرابة ولي إليك حاجة وهي سرّ . فامتنع عمر أن يسمع منه ، فقال له عبيد الله : لِم تمتنع أن تنظر في حاجة ابن عمك ؟ فقام معه فجلس حيث ينظر إليهما ابن زياد ، فقال له : إن عليّ بالكوفة سبعمائة