نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 329
مع الغوغاء ، فأوهمه تردد أمّه إلى البيت فقال لها : والله ليريبني كثرة دخولك هذا البيت . ثم ألحّ عليها ، فأخذت عليه العهود كي لا يفشي سرّها وسرّ مندوب الحسين ( عليه السلام ) مسلم ، وأخبرته بالأمر بعد الأيمان ، ثم إن الغلام غدا عند الصباح إلى ابن الأشعث وأفشى له سرّ مسلم ومبيته ، فأبلغ بذلك ابن زياد فأرسل الجموع للقبض عليه . وكان مسلم يتلو القرآن دبر صلاته ، إذ سمع وقع حوافر الخيل وهمهمة الفرسان فأوحت إليه نفسه بدنو الأجل ، فبرز ليث بني عقيل من عرينه مستقبلا باب الدار والعسكر وعليهم محمد بن الأشعث ، وانتهى أمر المتقابلين إلى النزال ، ومسلم راجل وهم فرسان ، لكن فحل بني عقيل شدّ عليهم شدّ الضرغام على الأنعام وهم يولونه الأدبار ويستنجدون بالحاميات ، وقذائف النار ترمى عليه من السطوح ، وهو لا يزال يضرب فيهم بسيفه ويقول في خلال ذلك متحمساً : أقسمت لا أقتل إلاّ حرّاً * وإن رأيت الموت شيئاً نكرا كل امرئ يوماً ملاق شرّاً * أو يخلط البارد سخناً مرّا رد شعاع النفس فاستقرّاً * أخاف أن أكذب أو أغرّا ثم اختلف هو وبكير بن حمران الأحمري بضربتين ، فضرب بكير فم مسلم فقطع شفته العليا وأسرع السيف في السفلى ونصلت لها ثنيتان ، فضربه مسلم ضربة منكرة في رأسه ، وثنّى بأخرى على حبل عاتقه كادت تأتي على جوفه ، فاستنقذه أصحابه ، وعاد مسلم ينشد شعره . اضطر ابن الأشعث إلى وعده مسلماً بالأمان إذا ألقى سلاحه ، فقال : لا أمان لكم . وبعدما كرّروا عليه رأى التسليم فريضة محافظة للنفس وحقناً للدماء ، فسلّم إليه نفسه وسلاحه ، ثم استولوا عليه فعرف أنه مخدوع ، فندم ولات حين مندم . ثم أقبل محمد بن الأشعث بمسلم إلى باب القصر ، فاستأذن فأذن له فأخبر عبيد الله بخبر مسلم وضرب بكير إياه . فقال : بعداً له . فأخبره بأمانه فقال : ما أرسلناك لتؤمنه ، إنما أرسلناك لتأتي به .
329
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 329