نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 285
وفي عهد إمارة معاوية ، ضرب السود الناقصة من ستة دوانيق ، فتكون 15 قيراطاً ينقص حبة أو حبتين ، وضرب منها زياد - أيام إمارته في الكوفة والبصرة - وجعل وزن كل عشرة دراهم سبعة مثاقيل ، وكتب عليها فكانت تجري مجرى الدراهم ، وضرب معاوية أيضاً دنانير عليها تمثاله متقلداً سيفاً . ولمّا قام عبد الله بن الزبير بمكة ضرب دراهم مدورة ، فكان أول من ضرب الدراهم المستديرة ، وكان ما ضرب منها قبل ذلك ممسوحاً غليظاً قصيراً ، ونقش بدورها : عبد الله ، وبأحد الوجهين : محمد رسول الله ، وبالآخر : أمر الله بالوفاء والعدل ( 1 ) . وضرب أخوه مصعب بن الزبير دراهم بالعراق ، وجعل كل عشرة دراهم سبعة مثاقيل وأعطاها الناس في العطاء ، حتى قدم الحجاج بن يوسف العراق من قبل عبد الملك بن مروان فقال : ما نبقي من سنّة الفاسق ، أو قال : المنافق شيئاً . فغيرها . ثم لمّا استوسق الأمر لعبد الملك بن مروان بعد مقتل عبد الله ومصعب ابني الزبير ، فحص عن النقود والأوزان والمكاييل ، وضرب الدنانير والدراهم في سنة 76 من الهجرة ، فجعل وزن الدينار اثنين وعشرين قيراطاً إلاّ حبة بالشامي ، وجعل وزن الدرهم خمسة عشرة قيراطاً سوا ، والقيراط أربع حبات ، وكل دانق قيراطين ونصفاً ، وكتب إلى الحجاج وهو بالعراق : أن اضربها قبلك ، فضربها وقدمت مدينة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبها بقايا من الصحابة ( رض ) فلم ينكروا منها سوى نقشها فإن فيه صورة . على أن هذه المسكوكات لم تكن تعتبر رسمية في الدول الاسلامية ، بل كانت أكثر معاملاتهم بالنقود الرومية والفارسية ( 2 ) . فاتفق أيام عبد الملك بن مروان سنة 65 - 86 ، أن هذا الخليفة أراد تغيير الطراز من الرومية إلى العربية ، فشق ذلك على ملك الروم فبعث إليه يهدده بأن ينقش على دنانيره شتم النبي ( صلى الله عليه وآله ) فعظم هذا الأمر على عبد الملك ، فجمع إليه كبار المسلمين واستشارهم ، فلم يجد عند أحد منهم رأياً يعمل به ، فقال له روح بن زنباع : إنك لتعلم المخرج من الأمر ، ولكنك تتعمد تركه . فقال له : ويحك مَن ؟