نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 201
هي الخمر بالهزل تكنى الطلا * كما لذئب يكنى أبا جعده فقال المنذر : يا عبيد لابد من الموت ، وقد علمت أن النعمان ابني لو عرض لي يوم بؤسي لم أجد بدّاً من أن أذبحه ، فأمّا إن كانت لك وكنت لها ، فاختر إحدى ثلاث خلال : ( إن شئت فصدتك من الأكحل ) ( 1 ) ، وإن شئت من الأبجل ، وإن شئت من الوريد . فقال عبيد : أبيت اللعن ، ثلاث خلال كساحيات وآردها شرّ وارد وحاديها شرّ حاد ومعاديها شرّ معاد ، فلا خير فيها لمرتاد ، إن كنت لا محالة قاتلي فاسقني الخمر حتى إذا ماتت لها مفاصلي وذهلت منها ذواهلي فشأنك وما تريد من مقاتلي . فاستدعى له المنذر الخمر فشرب ، فلمّا أخذت منه وطابت نفسه ، وقدّمه المنذر أنشأ يقول : وخيرني ذو البؤس في يوم بؤسه * خلالا أرى في كلها الموت قد برق كما خيرت عاد من الدهر مرة * سحائب ما فيها لذي خيرة أنق سحائب ريح لم توكل ببلدة * فتتركها إلاّ كما ليلة الطلق ثم أمر به المنذر ففصد حتى نزف دمه ، فلمّا مات غرى بدمه الغريين . فلم يزل على ذلك حتى مرّ به في بعض أيام البؤس رجل من طيء يقال له : حنظلة ، فقرّب ليقتل . فقال : أبيت اللعن ، إني أتيتك زائراً ولأهلي من بحرك مائراً ، فلا تجعل ميرتهم ما تورده عليهم من قتلي . قال له المنذر : لابدّ من قتلك ، فسل حاجتك تقض لك قبل موتك . فقال : تؤجّلني سنة أرجع فيها إلى أهلي فأحكم فيهم بما أريد ، ثم أسير إليك فينفذ فيّ أمرك . فقال له المنذر : ومن يكفلك أنك تعود ؟ فنظر حنظلة في وجوه جلسائه ، فعرف شريك بن عمرو بن شراحيل الشيباني فقال : يا شريك يا بن عمرو * هل من الموت محاله
1 - ما بين القوسين لم يرد في المطبوع الثاني .
201
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 201