نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 146
مرحلة . والحيرة : مدينة جاهلية طيبة التربة مفترشة البناء كبيرة ، إلاّ أنها خلت عن الأهل لمّا عمّرت الكوفة وهواؤها وترابها أصح من الكوفة ، وبينها وبين الكوفة نحو فرسخ ، وقريب من الكوفة قبر علي ( عليه السلام ) ( 1 ) . وقال المسعودي في التنبيه والاشراف : تنوزع في تمصير سعد بن أبي وقاص الكوفة فمنهم من قال : كان ذلك في سنة 17 ، وإلى هذا ذهب الواقدي في آخرين ، وذهب آخرون إلى أنها مصّرت سنة 15 ، وأن عبد المسيح بن بقيلة الغساني دل سعداً على موضعها وقال : أدلك على أرض ارتفعت عن البق وانحدرت عن الفلاة . ولا خلاف بينهم جميعاً أن البصرة والكوفة بنيتا بعد فتح المدائن دار مملكة فارس ، وخروج الملك يزدجرد بن شهريار بن كسرى أبرويز عنها إلى حلوان ووقعة جلولاء الوقيعة ( 2 ) ، ومثله ما ذكره في مروج الذهب ( 3 ) . وقال حمد الله بن أبي بكر بن أحمد المستوفي القزويني المتوفى سنة 750 في نزهة القلوب ما ترجمته : وأمّا بلاد الكوفة فهي دار الملك ومدفن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والإقليم الثالث وأنها بلاد الإسلام ، وطولها من جزائر الخالدات تسع وتسعون درجة واثنان وثلاثون دقيقة ، وعرضها من خط الاستواء إحدى وستون درجة ، وهذا قدر الطول منها والعرض بحسب ( تجلس : عط : لب : لآل ) . ثم قال : وكان هوشنك عمّرها في قديم الزمان ، ثم خرجت بعد وجدد عمارتها سعد بن أبي وقاص ، وكان الطالع عند عمارته لها برج الدلو ، وأن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أحدث بجنبها قرى ، والمنصور الدوانيقي أتم بناءها وبنى فيها داراً للإمارة ، ودور تلك الدار ثمانية عشر ألف خطوة ، وكان هواء رياحها أحرّ من هواء بغداد وأكثر هوائها الشمالي ، وماؤها من نهر التاجية خارج من الفرات ، وفيها النخل الكثير ، ومواشيها أحسن وأسمن من بقية الأماكن ، والتنور الذي فار فيه الماء على عهد نوح نبع منها ، والقرآن المجيد شاهد بذلك في قوله تعالى : ( وَفَارَ التَّنُّورُ ) ( 4 ) ونبع من