نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 341
فحملت أطراف يديه ورجليه ، فقلت : يا أبه هل تجد ألماً ممّا أصابك ؟ فقال : لا يا بني إلاّ كالزحام بين الناس . فلمّا احتملناه وأخرجناه من القصر اجتمع الناس حوله فقال : ايتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم ما يكون إلى يوم الساعة ، فأُرسل إليه الحجام حتى قطع لسانه فمات ( رحمه الله ) في ليلته ( 1 ) . 11 - حادثة التوابين : لمّا قتل الحسين ( عليه السلام ) ورجع ابن زياد من معسكره بالنخيلة ( 2 ) ودخل الكوفة ، تلاقته الشيعة بالتلاوم والمنادمة ، ورأت أن قد أخطأت خطأ كبيراً بدعائهم الحسين ( عليه السلام ) وتركهم نصرته وإجابته حتى قتل إلى جانبهم ، ورأوا أنه لا يغسل عارهم والإثم عليهم إلاّ قتل من قتله والقتل فيهم ، فاجتمعوا بالكوفة إلى خمسة نفر من رؤساء الشيعة إلى : سليمان بن صرد الخزاعي - وكانت له صحبة - وإلى المسيب بن نجبة الفزاري - وكان من أصحاب عليّ ( عليه السلام ) - وإلى عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي ، وإلى عبد الله بن وال التيمي - تيم بكر بن وائل - وإلى رفاعة بن شداد البجلي ، وكانوا من خيار أصحاب عليّ ( عليه السلام ) ، فاجتمعوا في منزل سليمان بن صرد الخزاعي ، فبدأهم المسيب بن نجبة فخطب في أصحابه خطبة طويلة أبان فيها ندمه على عدم نصرة الحسين ( عليه السلام ) ، وحثّه أصحابه على القيام بأخذ ثأره ، ثم تلاه الآخر بعد الآخر ، وكل منهم يظهر شدّة الندم في خطبته ، وعقدوا المؤامرات في ذلك . ما زالوا بجمع آلة الحرب ودعاء الناس في السرّ إلى الطلب بدم الحسين ( عليه السلام ) ، فكان يجيبهم النفر ولم يزالوا على ذلك إلى أن هلك يزيد بن معاوية سنة 64 ، فلمّا مات يزيد جاء إلى سليمان بن صرد أصحابه فقالوا له : قد هلك هذا الطاغية ، والأمر ضعيف ، فإن شئت وثبنا على عمرو بن حريث - وكان خليفة ابن زياد على الكوفة - ثم أظهرنا الطلب بدم الحسين ( عليه السلام ) وتتبعنا قتلته ودعونا الناس إلى أهل هذا البيت المستأثر عليهم المدفوعين عن حقهم . فقال سليمان بن صرد : لا تعجلوا إني قد نظرت فيما ذكرتم ، فرأيت أن قتلة
1 - رجال الكشي : 1 / 290 - 291 رقم 131 . 2 - موضع قرب الكوفة على جهة الشام . معجم البلدان : 5 / 278 .
341
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 341