نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 342
الحسين ( عليه السلام ) هم أشراف الكوفة وفرسان العرب ، وهم المطالبون بدمه ، ومتى علموا ما تريدون كانوا أشدّ الناس عليكم ، ونظرت فيمن تبعني منكم فعلمت أنهم لو خرجوا لم يدركوا ثأرهم ، ولم يشفوا نفوسهم ، وكانوا جزراً لعدوهم ، ولكن بثّوا دعاتكم وادعوا إلى أمركم . بثّ أولئك دعاتهم في البلدان ، واستجاب لهم ناس كثير بعد هلاك يزيد ، وأن أهل الكوفة أخرجوا عمرو بن حريث وبايعوا لابن الزبير ، وسليمان وأصحابه ما زالوا يدعون الناس إلى ذلك . لم تمض على هلاك يزيد الفجور إلاّ ستة أشهر ، حتى قدم المختار بن أبي عبيد الثقفي ( رضي الله عنه ) الكوفة في النصف من رمضان ، وقدم عبد الله بن يزيد الأنصاري أميراً على الكوفة من قبل ابن الزبير لثمان بقين من رمضان ، وقدم إبراهيم بن محمد بن طلحة معه على خراج الكوفة ، فأخذ المختار يدعوا الناس إلى قتال قتلة الحسين ( عليه السلام ) ويقول : جئتكم من عند محمد بن الحنفية وزيراً أميناً ، فرجع إليه طائفة من الشيعة ، وكان يقول : إنما يريد سليمان أن يخرج فيقتل نفسه ومن معه وليس له بصرة في الحرب . وبلغ الخبر عبد الله بن يزيد بالخروج عليه بالكوفة في هذه الأيام . وقيل له : ليحبسه وخوّف عاقبة أمره إن تركه . فقال عبد الله : إن هم قاتلونا قاتلناهم ، وإن تركونا لم نطلبهم ، إن هؤلاء القوم يطلبون بدم الحسين بن عليّ ( عليه السلام ) ، فرحم الله هؤلاء القوم آمنون ، فليخرجوا ظاهرين وليسيروا إلى من قاتل الحسين ( عليه السلام ) ، فقد أقبل إليهم - يعني ابن زياد - وأنا لهم ظهير ، هذا ابن زياد قاتل الحسين ( عليه السلام ) وقاتل أخياركم وأمثالكم قد توجه إليكم ، وقد فارقوه على ليلة من جسر منبج ، فالقتال والاستعداد إليه أولى من أن تجعلوا بأسكم بينكم فيقتل بعضكم بعضاً ، فيلقاكم عدوكم وقد ضعفتم ، وتلك أمنيته ، وقد قدم عليكم أعدى خلق الله لكم من ولي عليكم هو وأبوه سبع سنين لا يقلعان عن قتل أهل العفاف والدين ، هو الذي من قبله أتيتم ، والذي قتل من تنادون بدمه قد جاءكم فاستقبلوه بحدّكم وشوكتكم واجعلوها به ولا تجعلوها بأنفسكم ، إني لكم ناصح . وكان مروان قد سيّر ابن زياد إلى الجزيرة ، ثم إذا فرغ منها سار إلى العراق . فلمّا فرغ عبد الله بن يزيد من قوله ، قال إبراهيم بن محمد بن طلحة : أيها الناس
342
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 342