نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 340
ثم إنه تخوّف أن يكون قد رآه غيره ، فذهب إلى مجلس زياد بن أبيه ليتجسس هل يذكرونه ، فإن هم أحسّوا بذلك أخبرهم أنه عنده ودفعه إليهم ، فسلم على زياد وقعد عنده وكان الذي بينهما لطيف ، قال : فبينا هو كذلك إذ أقبل رشيد على بغلة أبي أراكة مقبلا نحو مجلس زياد ، فلمّا نظر إليه أبو أراكة تغيّر وجهه وأسقط في يده وأيقن في الهلاك ، فنزل رشيد عن البغلة وأقبل على زياد فسلم عليه . فقام إليه زياد فاعتنقه فقبّله ، ثم أخذ يسأله كيف قدمت وكيف من خلفت وكيف كنت في مسيرك ؟ وأخذ يجيبه ، ثم مكث هنيئة ثم قام فذهب . فقال أبو أراكة لزياد : أصلح الله الأمير من هذا الشيخ ؟ فقال : هذا أخ من إخواننا من أهل الشام قدم علينا زائراً . فانصرف أبو أراكة إلى منزله ، فإذا رشيد بالبيت كما تركه ، فقال له أبو أراكة : أما إذا كان عندك من العلم مثل ما أرى فاصنع ما بدا لك وادخل علينا كيف شئت ( 1 ) . حدّث أبو عمرو الكشي في رجاله : بإسناده إلى أبي حيان العجلي ، عن قنواء بنت رشيد الهجري قال : قلت لها أخبريني ما سمعت من أبيك ؟ قالت : سمعت أبي يقول : أخبرني أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال : « يا رشيد كيف صبرك ، ( إذا ) ( 2 ) أرسل إليك دعي بني أمية فقطع يديك ورجليك ولسانك ؟ » قلت : يا أمير المؤمنين آخر ذلك إلى الجنة ؟ فقال : « يا رشيد أنت معي في الدنيا والآخرة » . قالت : فوالله ما ذهبت الأيام حتى أرسل عبيد الله بن زياد الدعي ، فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فأبى أن يبرأ منه ، فقال له الدعي : فبأي ميتة قال لك تموت ؟ فقال له : أخبرني خليلي أنك تدعوني إلى البراءة منه فلا أبرأ ، فتقدمني فتقطع يدي ورجلي ولساني . فقال : والله لأكذبن قوله ( فيك ) ( 3 ) . قال : فقدموه فقطعوا يديه ورجليه ، وتركوا لسانه .
1 - الاختصاص : 78 - 79 ، بحار الأنوار : 42 / 140 ح 23 . 2 - في المطبوع : ( متى ) ، وما أثبتناه من المصدر . 3 - أثبتناه من المصدر .
340
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 340