responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 291


نفسية أهل الكوفة لم يسجل التاريخ لرجالات الكوفة - بالرغم من شهرة هذه المدينة العظيمة وموقعها التاريخي الكبير في بدء تمصيرها ، وكونها مرتكز الخلافة الكبرى ردحاً من الزمن ، ونبوغ رجالات الأمة فيها - مآثر جديرة بالتقدير ، وكأن من انتحى نحوها يوم مصّرت إنما تبوأها ليبث روح الشقاق ، أو يزرع بأرجائها بذور النفاق ، ويخبئ بين فجاجها جراثيم الفساد ، لذلك لمّا أينعت وبسقت أغصانها لم يشهد فيها غير الإنثيال عن الحق وأهله ، والميل إلى الجور ، والإصاخة ( 1 ) إلى داعية ضلال .
هذه نفسية القوم عرفوا بها منذ العهد العلوي ، فيوم كان يستنصرهم علي ( عليه السلام ) في وقعة الجمل ويخذلهم عنه أبو موسى الأشعري ، وما كان نفيرهم إليه إلاّ بعد هن وهن ( 2 ) ، وقدوم الأشتر واستنفارهم بقوة بأسه ، ولا تنس يوم رفع المصاحف بصفين ، يوم جاؤوا بالفاجعة الكبرى شوهاء شنعاء ، التقت بها حلقتا البطان ، ثم ندموا على ما فرطوا في جنب ولي الله ، فأثاروا فتنة النهروان غير متأثمين ، وألقوا المسؤولية فيها على عاتق علي ( عليه السلام ) بحجة داحضة ، وبعد أن مسحهم السيف الإلهي وتطامنت النفوس على حرب معاوية ، لم يبرح الإمام ( عليه السلام ) يستشيرهم الآونة بعد الآونة ، وهو لا يجد إلاّ متترساً بالأعذار أو متستراً بالفشل أو مضمراً غدراً ، أو متحيزاً إلى فئة ، فجرّعوه الغصص حتى مجهم وتمنى أن معاوية عوّضه واحداً من الشام بعشرة منهم صرف الدينار بالدرهم ( 3 ) ، وقال فيهم : « قاتلكم الله لقد ملأتم


1 - أصاخ : استمع . الصحاح : 1 / 426 . 2 - الهن : على وزن أخ كناية عن شي قبيح ، وقيل : هن وهن : يعني الأدنياء من الناس وتقول العرب : فلان هني وهو تصغير هن ، أي دون الناس ويريدون تصغير أموره ، ووردت ضمن خطبة للإمام علي ( عليه السلام ) : « فصغا رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره مه هن وهن » قال ابن أبي الحديد : أي مع أمور يكنى عنها ولا يصرح بذكرها . انظر : شرح نهج البلاغة : 1 / 184 ، حلية الأبرار : 2 / 294 . 3 - شرح نهج البلاغة : 7 / 70 ضمن خطبة رقم 96 .

291

نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست