responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 292


قلبي قيحاً » الخ ( 1 ) .
وتلت تلك الفضائع ما إحتقبوه أمام المجتبى سبط الرسول ( صلى الله عليه وآله ) يوم سار إلى معاوية فوافوا وحشو إهابهم عار وملء عيابهم ( 2 ) عيوب ومخازي ، وخامرهم حبّ الشهوات ، فتركوا داعية الحق أمام معاوية فشلا ، ولم يقنعهم ذلك حتى انتهبوا ثقله وهتكوا حرمته وطعنوه بمغول في فخذه ( 3 ) .
ومهما ننسى لأهل الكوفة كل كارثة ، فلا ننسى يومهم مع الحسين ( عليه السلام ) ، فلقد جاؤوا بما هو أدهى وأنكى :
أتت كتبهم في طيهن كتائب * وما رقمت إلاّ بسم الأراقم .
تواردت عليه كتب القوم - اثنا عشر ألفاً - ينادون فيها بصوت واحد :
أن أقدم علينا يا بن بنت محمد * لك الدهر عبد والزمان غلام .
فلمّا حلّ بين أظهرهم قلبوا عليه ظهر المجن ، وقابلوه بأسنّة الرماح وشفار السيوف ، فكانت هناك مجزرة لآل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعصابة الإيمان ، ومستأصل العترة الطاهرة ، فخلدوها صحيفة سوداء إلى يوم الإشهاد ، وما اكتفوا بكل ذلك حتى ارتكبوا ما تندى منه جبهة البشرية وتتقلص جلدة وجه الإنسانية ، سلب مخدرات النبوة وسوقهن إلى الشام أسرى عليهن ثوب الحزن سربال .
وقبل ذلك يوم مسلم بن عقيل رضوان الله عليه ، فلقد بايعه اثنا عشر ألفاً أو يزيدون على النصر والهدى ، فما أسرع من أن نأوا عنه يخذل بعضهم بعضاً ، حتى لم يبق معه أحد يدله على الطريق .
وبعده يوم المختار واجتماعهم عليه وثباتهم مع ابن مطيع ، وبعد خروج ابن الأشتر إبراهيم لمقابلة ابن سمية والتياثهم ( 4 ) حول راية ابن الزبير ، في كل ذلك لم


1 - شرح نهج البلاغة : 2 / 75 ضمن خطبة رقم 27 . 2 - إهابهم : أي أجسادهم . لسان العرب : 1 / 217 . والعياب : ما يجعل فيه الثياب ، والعرب تكني عن الصدور والقلوب التي تحتوي على الضمائر المخفاة بالعياب . لسان العرب : 1 / 634 . 3 - المغول : شبه سيف قصير يشتمل به الرجل تحت ثيابه فيغطيه . النهاية لابن الأثير : 3 / 397 . 4 - التياثهم : أي اجتماعهم حوله . لسان العرب : 2 / 188 .

292

نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست