responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي    جلد : 1  صفحه : 173


إن المشركين لما انصرفوا بحمراء الأسد في أول الليل ساعة ، ثم حلوا وتركوا أبا عزة نائما مكانه حتى ارتفع النهار ، ولحقه المسلمون وهو مستنبه يتلدد ، وكان الذي أخذه عاصم بن ثابت ، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فضرب عنقه .
صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم على شهداء أحد ولما انصرف المشركون أقبل المسلمون على أمواتهم ، فكان حمزة رضي الله عنه فيمن أتي به أولا ، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : رأيت الملائكة تغسله ، لأن حمزة كان جنبا ذلك اليوم . ولم يغسل صلى الله عليه وسلم الشهداء ، وقال : لفوهم بدمائهم وجراحهم ، فإنه ليس أحد يجرح في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة جرحه لونه لون الدم وريحه ريح مسك ، ثم قال : ضعوهم ، أنا الشهيد على هؤلاء يوم القيامة .
فكان حمزة أول من كبر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم جمع إليه الشهداء ، فكان كلما أتي بشهيد وضع إلى جنب حمزة فصلى عليه وعلى الشهداء ، حتى صلى عليه سبعين مرة ، ويقال : كان يؤتى بتسعة وحمزة عاشرهم فيصلي عليهم ثم ترفع التسعة وحمزة مكانه ، ويؤتى بتسعة آخرين فيوضعون إلى جنب حمزة فيصلي عليهم حتى فعل ذلك سبع مرات . ويقال : كبر عليهم تسعا وسبعا وخمسا . وقيل : لم يصل عليهم .
أخرجه أبو داود [1] من حديث جابر وأنس وابن عباس رضي الله عنهم : وهو مذهب مالك ، والليث بن سعد والشافعي ، وأحمد ، وداود [2] : ألا يصلى على المقتول في المعركة . وقال فقهاء الكوفة والبصرة والشام : يصلى عليهم .



[1] في سنن أبو داود ج 3 ص 498 حديث رقم 3135 : " حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا ابن وهب ، . . أن أنس بن مالك حدثهم أن شهداء أحد لم يغسلوا ، ودفنوا بدمائهم ولم يصل عليهم " وفي تعليق ابن القيم على أبي داود : " وقد ورد في الصلاة على قتلى أحد من المسلمين عدة أحاديث : منها ما أخرجه الشيخان عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما يصلي أهل أحد صلاته على الميت ، ومنها حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على حمزة ، ومنها حديث أبي مالك الغفاري قال : كان قتلى أحد يؤتى منهم بتسعة عاشرهم حمزة ، فيصلي عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يحملون ، ثم يؤتى بتسعة ، وحمزة مكانه ، حتى صلى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفي ( عون المعبود ) ج 8 ص 311 . قال الحافظ : والخلاف في الصلاة على قتيل الكفار المشهور ، قال الترمذي : قال بعضهم : يصلى على الشهيد وهو قول الكوفيين وإسحاق ، وقال بعضهم لا يصلى عليه ، وهو قول المدنيين والشافعي وأحمد . والحديث سكت عنه المنذري " .
[2] صاحب مذهب مستقل ، وأتباعه يعرفون بالظاهرية توفي ببغداد سنة 270 ه‌ ( هامش ( ط ) .

173

نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست