وأراد نزعه من الملك . ثم تزوّج امرأة « أوريا بن حنان » بعد أن قتل ، فولدت له « سليمان بن داود » . ولم يزل الملك والنبوّة بعد « سليمان » في ولده وأولادهم ، إلى « الأعرج » ، من ولد ولده . وكان عرجه من عرق النسا . فطمعت الملوك في بيت المقدس لزمانته [1] وضعفه ، وأنه لم يكن نبيّا فسار إليه ملك الجزيرة - وكان يقال له : ليّقر [1] . ويسكن برية الثّرثار ، وهي برية سنجار ، في مدينة يقال لها : الحضر ، مبنية من حجارة ، وكان يعبد الزّهرة - فنذر لئن ظفر ببيت المقدس ليذبحنّ ابنه للزّهرة ، وكان « بختنصّر » يومئذ كاتبه ، فأرسل الله عليه ريحا فأهلكت جيشه ، وأفلت هو وكاتبه حتى ورد الحضر ، فقتله ابنه ، وغضب له « بختنصّر » فاغترّه فقتله ، وملك بعده ، فكان ذلك أوّل ملك « بختنصّر » . وسار إليهم ملك الهند ، فأهلكه الله تعالى ، وانقرض ولد سليمان ونظراؤهم . سنحاريب وبختنصّر وأرميا وسار « سنحاريب » ملك الموصل ، وكان يسكن نينوى ، وملك أذربيجان إليهم ، وكان اسمه : سلما عاشر [2] - وهو بالعربية : سلمان الأعشر [3] - فاختلفا ووقعت الحرب بينهما حتى تفانوا ، وغنم بنو إسرائيل ما كان معهما .
[1] الزمانة : الآفة . والثرثار : واد عظيم بالجزيرة ، وهو في البرية بين سنجار وتكريت ، كان في القديم منازل بكر بن وائل ، واختص بأكثره بنو تغلب . وسنجار : بينها وبين الموصل ثلاثة أيام . والحضر : مدينة بإزاء تكريت . ( معجم البلدان ) . [1] ق ، م : « لنقز » . وضبطت فيهما بالقلم ، بفتح فسكون ففتح - ب ، طل : « ليفر » . [2] ب ، ل : « عاسرا » . [3] ب ، ل : « الأعسر » . وفيهما بعد هذا : « وقيل : الأعسم » .