responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 358


فحدث من حضر الوقعة من الأجناد قال : لما دنا اللقاء . قال الطاغية ابن روميل لمن يثق بعقله وممارسته للحروب من رجاله : استعلم لي من في عسكر المسلمين من الشجعان الذين نعرفهم كما يعرفوننا ومن غاب منهم ومن حضر فذهب ثم رجع فقال له : فيهم فلان وفلان فعد سبعة رجال . فقال له : انظر من في عسكري من الرجال المعروفين بالشجاعة ومن غاب منهم فعدهم فوجدهم ثمانية رجال لا يزيدون فقام الطاغية ضاحكاً مسروراً وهو يقول : ما أبيضك من يوم . ثم ثارت الحرب بينهم فلم تزل المضاربة بين الفريقين لم يول أحدهم دبره ولا تزحزح عن مقامه حتى فنى أكثر العسكرين ولم يفر واحد منهم قال : فلما كان وقت العصر نظروا إلينا ساعة ثم حملوا علينا جملة وداخلونا مداخلة ففرقوا بيننا وصرنا شطرين وحالوا بيننا وبين أصحابنا فكان ذلك سبب وهننا وضعفنا ولم تقم الحرب إلا ساعة ونحن في خسارة معهم فأشار مقدم العسكر على السلطان أن ينجو بنفسه وانكسر عسكر المسلمين وتفرق جمعهم وملك العدو مدينة وشقة . فليعتبر ذو الحزم والبصيرة من جمع يحتوي على أربعين ألف مقاتل ولم يحذره من الشجعان المعدودين إلا خمسة عشر نفراً وليعتبر بضمان العلج بالظفر واستبشاره بالغنيمة لما زاد في أبطاله رجل واحد .
وحكى سيدي أبو بكر الطرطوشي رحمة الله تعالى عليه قال : سمعت أستاذنا القاضي أبا الوليد يحيى قال : بينما المنصور بن أبي عامر في بعض غزواته إذ وقف على نشز من الأرض مرتفع فرأى جيوش المسلمين من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله قد ملأوا السهل والجبل فالتفت إلى مقدم العسكر وهو رجل يعرف بابن المضجعي فقال له : كيف ترى هذا العسكر أيها الوزير قال : أرى جمعاً كثيراً وجيشاً واسعاً كبيراً فقال له المنصور : ما ترى هل يكون في هذا الجيش ألف مقاتل من أهل الشجاعة والنجدة والبسالة فسكت ابن المضجعي .
قال له المنصور : ما سكوتك أليس في هذا الجيش ألف مقاتل قال : لا فتعجب المنصور ثم قال : فهل فيهم خمسمائة مقاتل من الأبطال المعدودين . قال : لا فحنق المنصور ثم قال : أفيهم مائة رجل من الأبطال .
قال : لا قال : أفيهم خمسون رجلاً من الأبطال قال : لا قال : فسبه المنصور وأغلظ عليه وأمر به فأخرج على أسوأ حال فلما توسطوا بلاد الروم اجتمعت الروم وتصاف الجمعان فبرز علج من الروم بين الصفين شاكي السلاح وجعل يكر ويفر ويقول : هل من مبارز فبرز إليه رجل من المسلمين فتجاولا ساعة فقتله العلج ففرح المشركون وصاحوا . واضطرب المسلمون لها ثم جعل العلج يموج بين الصفين وينادي : هل من مبارز اثنين لواحد فهز إليه رجل من المسلمين فتجاولا ساعة فقتله العلج وجعل يكر ويحمل وينادي ويقول : هل من مبارز ثلاثة لواحد فبرز إليه رجل من المسلمين فقتله العلج فصاح المشركون وذل المسلمون وكادت أن تكون كسرة فقيل للمنصور : ما لها إلا ابن المضجعي . فبعث إليه فحضر . فقال له المنصور : ألا ترى ما صنع هذا العلج الكلب منذ اليوم فقال : لقد رأيته فما الذي تريد . قال : أن تكفي المسلمين شره . قال : الآن يكفى المسلمون شره إن شاء الله تعالى ثم قصد إلى رجال يعرفهم فاستقبله رجل من أهل الثغور على فرس قد تهرت أوراكها هزالاً وهو حامل قربة ماء بين يديه على الفرس والرجل في حليته ونفسه غير متصنع فقال له ابن المضجعي : ألا ترى ما يصنع هذا العلج منذ اليوم قال : قد رأيته فما

358

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست