responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 357


الجيش فيخلي القلب قصداً وتعمداً حتى إذا توسطه العدو واشتغل بنهبه انطلق عليه الجناحان . فقد فعل ذلك رجال من أهل الحروب ويقال : حبب إلى عدوك الفرار بأن لا تتبعهم إذا انهزموا . ويقال : الشجاع محبب حتى إلى عدوه والجبان مبغض حتى إلى أمه . ولما أقبل كسرى بن هرمز إلى محاربة بهرام قال له صاحبه : أما تستعد قال : عدتي ثبات قلبي وإصابة رأيي ونصل سيفي ونصرة خالقي . وخرج يزيد بن عبد الملك من بعض مقاصيره وعليه درع وذلك في أيام قتال يزيد بن المهلب فأنشده مسلمة قول الحطيئة : [ من البسيط ] قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم * دون النساء ولو باتت بأطهار فقال يزيد : إنما ذاك إذا حاربنا أكفاءنا وأما مثل هذا ونظرائه فلا فقام إليه مسلمة فقبله بين عينيه وقيل : لما مات ملك الفرس أرادوا أن يملكوا عليهم رجلاً من آل ساسان فوفد عليهم بهرام جور فقال : اعمدوا إلى أسدين جائعين فاطرحوا بينهما التاج فمن أخذه فهو الملك .
ففعلوا فدنا منهما فأهويا نحوه فأخذ برأس أحدهما فأدناه من رأس الآخر ثم نطحه به وقيل : لم يكن في العجم أرمى من الملك بهرام خرج يتصيد يوماً وهو مردف حظية له كان يعشقها فعرضت له ظباء فقال : في أي موضع تريدين أن أضع هذا السهم فقالت : أريد أن تشبه ذكرانها بالإناث وأناثها بالذكران فرمى ظبياً ذكراً بنشابة ذات شعبتين فاقتلع قرنيه ورمى ظبية بنشابتين أثبتهما في موضع القرنين ثم سألته أن يجمع بين ظلف الظبي وأذنه بنشابة فرمى أصل الأذن ببندقة ثم أهوى الظبي برجله إلى أذنه ليحتك فرماه بنشابة فوصل أذنه بظلفه .
ويقال : إن من أعظم المكايد في الحرب الكمين وذلك أن الفارس لا يزال على حمية في الدفاع وحمي الذمار حتى يلتفت فيرى وراءه بنداً منشوراً ويسمع صوت الطبل فحينئذ يكون همه خلاص نفسه . وعليك بانتخاب الفرسان واختيار الأبطال ولا تنس قول الشاعر : [ من الرجز ] والناس ألف منهم كواحد * وواحد كالألف إن أمر عنى بل قد جرب ذلك فوجد الواحد خيراً من عشرة آلاف وسأحكي لك من ذلك ما ترى فيه العجب فمن ذلك : لما التقى المستعين بن هود مع الطاغية بن روميل النصراني على مدينة وشقة من ثغور بلاد الأندلس وكان العسكران كالمتكافئين كل واحد منهما يقارب عشرين ألف مقاتل خيل ورجل .

357

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست