responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 359


الذي تريد قال : أريد أن تكفي المسلمين شره . قال : حباً وكرامة . ثم إنه وضع القربة بالأرض وبرز إليه غير مكترث به فتجاولا ساعة فلم ير الناس إلا المسلم خارجاً إليهم يركض ولا يدرون ما هناك وإذا برأس العلج يلعب بها في يده ثم ألقى الرأس بين يدي المنصور فقال له ابن المضجعي : عن هؤلاء الرجال أخبرتك . قال : فرد ابن المضجعي إلى منزلته وأكرمه ونصر الله جيوش المسلمين وعساكر الموحدين . حكي أنه كان للعرب فارس يقال له : ابن فتحون وكان أشجع العرب والعجم في زمانه وكان المستعين يكرمه ويعظمه ويجري له في كل عطية خمسمائة دينار وكانت جيوش الكفار تهابه وتعرف منه الشجاعة وتخشى لقاءه . فيحكى أن الرومي كان إذا سقى فرسه ولم يشرب يقول له : ويلك لم لا تشرب هل رأيت ابن فتحون في الماء . فحسده نظراؤه على كثرة العطاء ومنزلته من السلطان فوشوا به عند المستعين فأبعده ومنعه من عطائه . ثم إن المستعين أنشأ غزوة إلى بلاد الروم فتقابل المسلمون والمشركون صفوفاً ثم برز علج إلى وسط الميدان ونادى وقال : هل من مبارز فبرز إليه فارس من المسلمين فتجاولا ساعة فقتله الرومي فصاح المشركون سروراً وانكسرت نفوس المسلمين وجعل الكلب الرومي يجول بين الصفين وينادي : هل من اثنين لواحد .
فخرج إليه فارس من المسلمين فقتله الرومي فصاح الكفار سروراً وانكسرت نفوس المسلمين وجعل الكلب يجول بين الصفين وينادي ويقول : ثلاثة لواحد فلم يجترئ أحد من المسلمين أن يخرج إليه . وبقي الناس في حيرة فقيل للسلطان ما لها إلا أبو الوليد ابن فتحون فدعاه وتلطف به وقال له : يا أبا الوليد : ما ترى ما يصنع هذا العلج فقال : ها هو بعيني قال : فما الحيلة فيه قال : الساعة أكفي المسلمين شره فلبس قميص كتان واستوى على سرج فرسه بلا سلاح وأخذ بيده سوطاً طويلاً وفي طرفه عقدة معقودة ثم برز إليه فتعجب منه النصراني ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه فلم تخط طعنة النصراني سرج ابن فتحون وإذا ابن فتحون متعلق برقبة الفرس ونزل إلى الأرض لا شيء منه في السرج ثم انقلب في سرجه وحمل على العلج وضربه بالسوط فالتوى على عنقه فجذبه بيده من السرج فاقتلعه وجاء به يجره حتى ألقاه بين يدي المستعين فعلم المستعين أنه كان قد أخطأ في صنعه مع أبي الوليد بن فتحون فاعتذر إليه وأكرمه وأحسن إليه وبالغ في الإنعام عليه ورده إلى أحسن أحواله وكان من وينبغي لقائد الجيش أن يخفي العلامة التي هو مشهور بها فإن عدوه قد يستعلم حيلته وألوان خيله ورايته ولا يلزم خيمته ليلاً ولا نهاراً وليبدل زيه ويغير خيمته كي لا يلتمس عدوه غرة منه وإذا سكن الحرب فلا يمشي في النفر اليسير من قومه خارج عسكره فإن عيون عدوه متجسسة عليه وبهذا الوجه كسر المسلمون جيوش إفريقية عند فتحها وذلك أن الحرب سكنت وسط النهار فجعل مقدم العدو يمشي خارج عسكره يتميز عساكر المسلمين فجاء الخبر إلى عبد الله بن أبي السرج وهو نائم في قبته فخرج فيمن وثق به من رجاله وحمل على العدو فقتل الملك وكان الفتح . وبمثل هذا قهر ألب أرسلان ملك الترك ملك الروم وقمعه وقتل رجاله وأباد جمعه . وكانت الروم قد جمعت جيوشاً يقل أن يجمع لغيرهم من بعدهم مثلها وكان قد بلغ عددهم ستمائة ألف كتائب متواصلة وعساكر مترادفة وكراديس يتلو بعضها بعضاً لا يدركهم الطرف ولا يحصيهم العدد وقد استعدوا من الكراع والسلاح والمجانيق والآلات المعدة للحروب وفتح الحصون بما لا يحصى وكانوا قد قسموا بلاد المسلمين الشام والعراق ومصر وخراسان وديار بكر ولم يشكوا أن الدولة قد دارت لهم وأن نجوم السعود قد

359

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست