responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 355


الفصل الثاني في الشجاعة وثمرتها والحروب وتدبيرها اعلم أن الشجاعة عماد الفضائل ومن فقدها لم تكمل فيه فضيلة . ويعبر عنها بالصبر وقوة النفس . قال الحكماء : وأصل الخير كله في ثبات القلب والشجاعة عند اللقاء على ثلاثة أوجه : الوجه الأول : إذا التقى الجمعان وتزاحف العسكران وتكالحت الأحداق بالأحداق برز من الصف إلى وسط المعترك يحمل ويكر وينادي : هل من مبارز . والثاني : إذا نشب القوم واختلطوا ولم يدر أحد منهم من أين يأتيه يكون رابط الجأش ساكن القلب حاضر اللب لم يخالطه الدهش ولا تأخذه الحيرة فيتقلب تقلب المالك لأموره القائم على نفسه . والثالث : إذا انهزم أصحابه يلزم الساقة ويضرب في وجوه القوم ويحول بينهم وبين عدوهم ويقوي قلوب أصحابه ويرجي الضعيف ويمدهم بالكلام الجميل ويشجع نفوسهم فمن وقع أقامه ومن وقف حمله ومن كبا به فرسه حماه حتى ييأس العدو منهم وهذا أحدهم شجاعة . وعن هذا قالوا : إن المقاتل من وراء الفارين كالمستغفر من وراء الغافلين ومن أكرم الكرم الدفاع عن الحرم . وحكى سيدي أبو بكر الطرطوشي رحمة الله تعالى عليه في كتابه سراج الملوك قال : كان شيوخ الجند يحكون لنا في بلادنا قالوا : دارت حرب بين المسلمين والكفار ثم افترقوا فوجدوا في المعترك قطعة خودة قدر الثلث بما حوته من الرأس فقالوا : إنه لم ير قط ضربة أقوى منها ولم يسمع بمثلها في جاهلية ولا إسلام فحملتها الروم وعلقتها في كنيسة لهم فكانوا إذا عيروا بانهزامهم يقولون : لقينا أقواماً هذا ضربهم فيرحل أبطال الروم إليها ليروها .
قالوا : ومن الحزم أن لا يحتقر الرجل عدوه وإن كان ذليلاً ولا يغفل عنه وإن كان حقيراً فكم برغوث أسهر فيلاً ومنع الرقاد ملكاً حليلاً . قال الشاعر : [ من المتقارب ] فلا تحقرن عدوا رماك * وإن كان في ساعديه قصر فإن السيوف تحز الرقاب * وتعجز عما تنال الإبر واعلموا أن الناس قد وضعوا في تدبير الحروب كتباً ورتبوا فيها ترتيباً ولنصف منها أشياء نبدأ منها أولاً

355

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 355
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست