نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 334
بمن يتقي الإنسان فيما ينوبه * ومن أين للحر الكريم صحاب وقد صار هذا الناس إلا أقلهم * ذئاباً على أجسادهن ثياب وسأل المنصور بعض بطانة هشام عن تدبيره في الحروب فقال : كان رحمه الله تعالى يفعل كذا وكذا فقال المنصور : عليك لعنة الله تطأ بساطي وتترحم على عدوي . فقال : إن نعمة عدوك لقلادة في عنقي لا ينزعها إلا غاسلي فقال له المنصور : ارجع يا شيخ فإني أشهد أنك لوفي حافظ للخير ثم أمر له بمال فأخذه ثم قال : والله لولا جلالة أمير المؤمنين وإمضاء طاعته ما لبست لأحد بعد هشام نعمة . فقال له المنصور : لله درك فلو لم يكن في قومك غيرك لكنت قد أبقيت لهم مجداً مخلداً . وخرج سليمان بن عبد الملك ومعه يزيد بن المهلب في بعض جبابين الشام فإذا امرأة جالسة على قبر تبكي قال سليمان : فرفعت البرقع عن وجهها فحكت شمساً عن متون غمامة فوقفنا متحرين ننظر إليها فقال لها يزيد بن المهلب : يا أمة الله : هل لك في أمير المؤمنين بعلاً فنظرت إلينا ثم أنشأت تقول : [ من الطويل ] فإن تسألاني عن هواي فإنه * يجول بهذا القبر يا فتيان وإني لأستحييه والترب بيننا * كما كنت أستحييه وهو يراني ومن ذلك ما روي عن نائلة بنت القرافصة بن الأحوص الكلبي زوج عثمان رضي الله عنهما أن عثمان لما قتل أصابتها ضربة على يدها وخطبها معاوية فردته وقالت : ما يعجب الرجل مني . قالوا : ثناياك فكسرت ثناياها وبعثت بها إلى معاوية فكان ذلك مما رغب قريشاً في نكاح نساء بني كلب . ولما أحس مصعب بن الزبير بالقتل دفع إلى مولاه زياد فص ياقوت قيمته ألف ألف وقال له : انج بهذا فأخذه زياد ودقه بين حجرين وقال : والله لا ينتفع به أحد بعدك . ولما قدم هدبة بن الحشرم للقتل بحضرة مروان بن الحكم قالت زوجته : إن لهدبة عندي وديعة فامهله حتى آتيك بها فقال : أسرعي فإن الناس قد كثروا وكان مروان قد جلس لهم بارزاً عن داره فمضت إلى السوق وأتت إلى قصاب فقالت : أعطني شفرتك وخذ هذين الدرهمين وأنا أردها عليك فأخذتها وقربت من حائط وأرسلت ملحفها على وجهها ثم جدعت أنفها من أصله وقطعت شفتيها وردت الشفرة إلى القصاب . ثم أقبلت حتى دخلت بين الناس فقالت : أتراني يا هدبة متزوجة بعد ما ترى فقال : الآن طابت نفسي بالموت فجزاك الله من حليلة وفية خيراً .
334
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 334