نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 321
إسم الكتاب : المستطرف في كل فن مستظرف ( عدد الصفحات : 387)
كما جعل كل ذي ذنب دونك فإن أخذت فبحقك وإن عفوت فبفضلك والفضل أولى بك يا أمير المؤمنين ثم قال هذه الأبيات : [ من المجتث ] ذنبي إليك عظيم * وأنت أعظم منه فخذ بحقك أو لا * فاصفح بعفوك عنه إن لم أكن في فعالي * من الكرام فكنه فلما سمع المأمون كلامه وشعره ظهرت الدموع في عينيه وقال : يا إبراهيم الندم توبة وعفو الله تعالى أعظم مما تحاول وأكثر مما تأمل ولقد حبب إلي العفو حتى خفت أن لا أوجر عليه لا تثريب عليك اليوم . ثم أمر بفك قيوده وإدخاله الحمام وإزالة شعثه وخلع عليه ورد أمواله جميعها إليه ، فقال فيه مخاطبا : [ من البسيط ] رددت مالي ولم تبخل علي به * وقبل ردك مالي قد حقنت دمي فإن جحدتك ما أوليت من كرم * إني لباللؤم أولى منك بالكرم وكتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج يأمره أن يبعث إليه برأس عباد بن أسلم البكري فقال له عباد : أيها الأمير أنشدك الله لا تقتلني فوالله إني لأعول أربعاً وعشرين امرأة ما لهن كاسب غيري فرق لهن واستحضرهن وإذا واحدة منهن كالبدر فقال لها الحجاج : ما أنت منه قالت : أنا بنته فاسمع يا حجاج مني ما أقول ثم قالت : [ من الطويل ] أحجاج إما أن تمن بتركه * علينا وإما أن تقتلنا معاً أحجاج لا تفجع به إن قتلته * ثماناً وعشراً واثنتين وأربعا أحجاج لا تترك عليه بناته * وخالاته يندبنه الدهر أجمعا فبكى الحجاج ورق له واستوهبه من أمير المؤمنين عبد الملك وأمر له بصلة . ولما قدم عيينة بن حصن على ابن أخيه الحر بن قيس وكان من النفر الذين يدنيهم عمر رضي الله عنه وكان القراء أصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولاً كانوا أو شبانا . فقال عيينة لابن أخيه : يا ابن أخي لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه فاستأذن فأذن له عمر فلما دخل قال : هيه يا ابن الخطاب فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل فغضب عمر حتى هم أن يوقع به فقال له الحر : يا أمير المؤمنين إن الله سبحانه وتعالى قال لنبيه عليه الصلاة والسلام : " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " الأعراف : 199 وأن هذا من الجاهلين فوالله ما جاوزها عمر رضي الله عنه حين تلاها عليه وكان وقافاً عند كتاب الله تعالى . وحكي أن رجلاً زور ورقة عن خط الفضل بن الربيع تتضمن أنه أطلق له ألف دينار ثم جاء بها إلى وكيل الفضل فلما وقف الوكيل عليها لم يشك أنها خط الفضل فشرع في أن يزن له الألف دينار
321
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 321