responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 320


ونحن لا نحب الانتصار لأنفسنا . وقال لقمان لابنه : يا بني ثلاثة لا يعرفون إلا عند ثلاثة : لا يعرف الحليم إلا عند الغضب ولا الشجاع إلا عند الحرب ولا أخوك إلا عند الحاجة إليه ومن أشعر بيت قيل في الحلم قول كعب بن زهير : [ من الطويل ] إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا * أصبت حليماً أو أصابك جاهل وقال آخر : [ من الكامل ] وإذا بغى باغ عليك بجهله * فاقتله بالمعروف لا بالمنكر وقال آخر : [ من البسيط ] قل ما بدا لك من صدق ومن كذب * حلمي أصم وأذني غير صماء ويروى في بعض الأخبار أن ملكاً من الملوك أمر أن يصنع له طعام وأحضر قوماً من خاصته فلما مد السماط أقبل الخادم وعلى كفه صحن فيه طعام فلما قرب من الملك أدركته الهيبة فعثر فوقع من مرق الصحن شيء يسير على طرف ثوب الملك فأمر بضرب عنقه فلما رأى الخادم العزيمة على ذلك عمد بالصحن فصب جميع ما كان فيه على رأس الملك فقال له : ويحك ما هذا فقال : أيها الملك إنما صنعت هذا شحاً على عرضك لئلا يقول الناس إذا سمعوا ذنبي الذي به تقتلني : قتله في ذنب خفيف لم يضره وأخطأ فيه العبد ولم يقصده فتنسب إلى الظلم والجور .
فصنعت هذا الذنب العظيم لتعذر في قتلي وترفع عنك الملامة . قال : فأطرق الملك ملياً ثم رفع رأسه إليه وقال : يا قبيح الفعل يا حسن الاعتذار قد وهبنا قبيح فعلك وعظيم ذنبك لحسن اعتذارك اذهب فأنت حر لوجه الله تعالى .
وحكي عن أمير المؤمنين المأمون وهو المشهود له بالاتفاق على علمه والمشهور في الآفاق بعفوه وحلمه أنه لما خرج عمه إبراهيم المهدي عليه وبايعه العباسيون بالخلافة ببغداد وخلعوا المأمون وكان المأمون إذ ذاك بخراسان فلما بلغه الخبر قصد العراق فلما بلغ بغداد اختفى إبراهيم بن المهدي وعاد العباسيون وغيرهم إلى طاعة المأمون ولم يزل المأمون متطلباً لإبراهيم حتى أخذه وهو متنقب مع نسوة فحبس ثم أحضر حتى وقف بين يدي المأمون فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فقال المأمون : لا سلم الله عليك ولا قرب دارك استغواك الشيطان حتى حدثتك نفسك بما تنقطع دونه الأوهام . فقال له إبراهيم : مهلاً يا أمير المؤمنين فإن ولي الثأر محكم في القصاص والعفو أقرب للتقوى ولك من رسول الله صلى الله عليه وسلم شرف القرابة وعدل السياسة وقد جعلك الله فوق كل ذي ذنب

320

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست