responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 317


سليمان : كان رجل ممن كان قبلكم يغضب ويشتد غضبه فكتب ثلاث صحائف فأعطى كل صحيفة رجلاً . وقال للأول : إذا اشتد غضبي فقم إلي بهذه الصحيفة وناولنيها وقال للثاني : إذا سكن بعض غضبي فناولنيها وقال للثالث : إذا ذهب غضبي فناولنيها . وكان في الأولى : " اقصر فما أنت وهذا الغضب إنك لست بإله إنما أنت بشر يوشك أن يأكل بعضك بعضا " . وفي الثانية : ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء . وفي الثالثة : " احمل عباد الله على كتاب الله فإنه لا يصلحهم إلا ذاك . روي أنه أنوشروان . وكان الشعبي أولع شيء بهذا البيت : [ من الرمل ] ليست الأحلام في حال الرضا * إنما الأحلام في حال الغضب وعن معاذ بن جبل عن أنس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من كظم غيظه وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره في أي الحور شاء " وروي : ملأه الله أمناً وأيماناً . وقال ابن السماك : أذنب غلام لامرأة من قريش فأخذت السوط ومضت خلفه حتى إذا قاربته رمت بالسوط وقالت : ما تركت التقوى أحداً يشفي غيظه . وقال أبو ذر لغلامه : لم أرسلت الشاة على علف الفرس . قال : أردت أن أغيظك قال : لأجمعن مع الغيظ أجراً أنت حر لوجه الله تعالى . واستأذن رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لهم فقالوا : السلام عليك يا محمد فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها : بل السأم عليكم واللعنة فقال : يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله فقالت : ألم تسمع ما قالوا قال : قد قلت وعليكم . ورفع إلى عبد الملك بن مروان أعرابي يقال له : حمزة سرق وقامت عليه البينة فهم عبد الملك بقطع يده فكتب إليه حمزة من السجن يقول شعر : [ من الطويل ] يدي يا أمير المؤمنين أعيذها * بعفوك أن تلقى مقاماتً يشينها فلا خير في الدنيا وكانت خبيثة * إذا ما شمال فارقتها يمينها قال : فأبى عبد الملك إلا قطعه فدخلت عليه أم حمزة وقالت : يا أمير المؤمنين بني وكاسبي وواحدي فقال لها عبد الملك : بئس الكاسب لك هذا حد من حدود الله تعالى فقالت : يا أمير المؤمنين اجعله أحد ذنوبك التي تستغفر الله منها فقال عبد الملك : ادفعوه إليها وخلى سبيله : [ من الوافر ] إذا ما طاش حلمك عن عدو * وهان عليك هجران الصديق فلست إذاً أخا عفو وصفح * ولا لأخ على عهد وثيق إذا زل الرفيق وأنت ممن * بلا رفق بقيت بلا رفيق إذا أنت اتخذت أخاً جديداً * لما أنكرت من خلق عتيق فما تدري لعلك مستجير * من الرمضاء فر إلى الحريق فكم من سالك لطريق أمن * أتاه يحاذر في الطريق

317

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست