نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 316
ما أقبح بي أن أقوم يوم القيامة إلى صورتك هذه الحسنة ووجهك هذا الذي يستضاء به فأتعلق بأطواقك وأقول : أي رب سل مصعباً لم قتلني فقال : أطلقوه فلما أطلقوه قال : أيها الأمير اجعل ما وهبت لي من حياتك في خفض عيش . قال : قد أمرت لك بمائة ألف درهم فقال : [ من الطويل ] أيا المذنب الخطاء والعفو واسع * ولو لم يكن ذنب لما عرف العفو وتغيظ عبد الملك بن مروان على رجل فقال : والله لئن أمكنني الله منه لأفعلن به كذا وكذا فلما صار بين يديه قال له رجاء بن حيوة : يا أمير المؤمنين قد صنع الله ما أحببت فاصنع ما أحب الله فعفا عنه وأمر له بصلة . وقال الحسن : إن أفضل رداء تردى به الإنسان الحلم . وهو والله عليك أحسن من برد الحبر . وفيه قال أبو تمام : [ من الطويل ] رقيق حواشي الحلم لو أن حلمه * بكفيك ما ماريت في أنه برد ويقال : الحليم سليم والسفيه كليم . وقال محمد بن عجلان : ما شيء أشد على الشيطان من عالم معه حلم إن تكلم تكلم بعلم وأن سكت سكت بحلم يقول الشيطان : سكوته علي أشد من كلامه : [ من الطويل ] إذا كنت تبغي شيمة غير شيمة * طبعت عليها لم تطعك الضرائب وعن علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهما : أقرب ما يكون العبد من غضب الله إذا غضب . وفي التوراة اذكرني إذا غضبت أذكرك إذا غضبت فلا أمحقك فيما أمحق وإذا ظلمت فاصبر وارض بنصرتي فإن نصرتي لك خير من نصرتك لنفسك . وكان ابن عون إذا غضب على إنسان قال له : بارك الله فيك وكانت له ناقة كريمة فضربها الغلام فأندر عينها . فقالوا : إن غضب ابن عون فإنه يغضب اليوم فقال للغلام : غفر الله لك . وقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " أي شيء أشد قال : " غضب الله ! . قال : فما يباعدني من غضب الله . قال : " أن لا تغضب " ويقال : من أطاع الغضب أضاع الأرب . قال أبو العتاهية : [ من الطويل ] ولم أر في الأعداء حين اختبرتهم * عدوا لعقل المرء أعدى من الغضب وقال أبو هريرة رضي الله عنه : ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب . وقال ابن مسعود رضي الله عنه : كفى بالمرء إثماً أن يقال له : اتق الله فيغضب ويقول عليك نفسك . وكتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى عامل من عماله : أن لا تعاقب عند غضبك وإذا غضبت على رجل فاحبسه فإذا سكن غضبك فأخرجه فعاقبه على قدر ذنبه ولا تجاوز به خمسة عشر سوطاً . وقيل لابن المبارك رحمه الله تعالى : اجمع لنا حسن الخلق في كلمة واحدة . قال : ترك الغضب . وقال المعتمر بن
316
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 316