نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 318
وشتم رجل رجلاً فقال له : يا هذا لا تغرق في شتمنا ودع للصلح موضعاً فإني أبيت مشاتمة الرجال صغيراً فلن أجيئها كبيراً وإني لا أكافئ من عصى الله في بأكثر من أن أطيع الله فيه . وحكي عن جعفر الصادق رضي الله عنه أن غلاماً له وقف يصب الماء على يديه فوقع الإبريق من يد الغلام في الطست فطار الرشاش في وجهه فنظر جعفر إليه نظر مغضب فقال : يا مولاي " والكاظمين الغيظ " قال : قد كظمت غيظي قال : " والعافين عن الناس " قال : قد عفوت عنك قال : " والله يحب المحسنين " قال : اذهب فأنت حر لوجه الله تعالى . وقيل : لما قدم نصر بن منيع بين يدي الخليفة وكان قد أمر بضرب عنقه قال : يا أمير المؤمنين اسمع مني كلمات أقولها . قال : قل فأنشأ يقول : [ من الكامل ] زعموا بأن الصقر صادف مرة * عصفور بر ساقه التقدير فتكلم العصفور تحت جناحه * والصقر منقض عليه يطير إني لمثلك لا أتمم لقمة * ولئن شويت فإنني لحقير فتهاون الصقر المدل بصيده * كرماً وأفلت ذلك العصفور قال فعفا عنه وخلى سبيله . قال الشاعر : [ من البسيط ] أقرر بذنبك ثم اطلب تجاوزهم * عنه فإن جحود الذنب ذنبان وقال بعضهم : [ من الرجز ] يستوجب العفو الفتى إذا اعترف * وتاب عما قد جناه واقترف لقوله قل للذين كفروا * إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وقال آخر : [ من البسيط ] إذا ذكرت أياديك التي سلفت * مع قبح فعلي وزلاتي ومجترمي أكاد أقتل نفسي ثم يدركني * علمي بأنك مجبول على الكرم وروي أن عمر رضي الله تعالى عنه رأى سكران فأراد أن يأخذه ليعزره فشتمه السكران فرجع عنه فقيل له : يا أمير المؤمنين لما شتمك تركته قال : إنما تركته لأنه أغضبني فلو عزرته لكنت قد انتصرت لنفسي فلا أحب أن أضرب مسلماً لحمية نفسي . وغضب المنصور على رجل من الكتاب فأمر بضرب عنقه فأنشأ يقول : [ من الوافر ] وأنا الكاتبونا إن أسأنا * فهبنا للكرم الكاتبينا
318
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 318