responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 315


رآه قال : هذا غلامي اختلس لي ثلاثة آلاف دينار من مالي وأبق مني وخاف من طلبي له فسعى به عند أمير المؤمنين . قال : فشد المنصور على الغلام وخوفه فأقر بأنه غلامه وأنه أخذ المال الذي ذكره وسعى به كذباً عليه وخوفاً من أن يقع في يده فقال له المنصور : سألتك أيها الشيخ أن تعفو عنه فقال : قد عفوت عنه وأعتقته ووهبته الثلاثة آلاف التي أخذها وثلاثة آلاف أخرى أدفعها إليه . فقال له المنصور : ما على ما فعلت من مزيد قال : بلى يا أمير المؤمنين إن هذا كله لقليل في مقابلة كلامك لي وعفوك عني ثم انصرف . قال الربيع : فكان المنصور يتعجب منه وكلما ذكره يقول : ما رأيت مثل هذا الشيخ وغضب الرشيد على حميد الطوسي فدعا له بالنطع والسيف فبكى فقال له : ما يبكيك فقال : والله يا أمير المؤمنين ما أفزع من الموت لأنه لا بد منه وإنما بكيت أسفاً على خروجي من الدنيا وأمير المؤمنين ساخط في فضحك وعفى عنه وقال : إن الكريم إذا خادعته انخدع .
وأمر زياد بضرب عنق رجل فقال : أيها الأمير إن لي بك حرمة قال : وما هي قال : إن أبي جارك بالبصرة قال : ومن أبوك قال : يا مولاي إني نسيت اسم نفسي فكيف لا أنسى اسم أبي فرد زياد كمه على فمه وضحك وعفا عنه . وأمر الحجاج بقتل رجل فقال : أسألك بالذي أنت غداً بين يديه أذل موقفاً مني بين يديك إلا عفوت عني فعفا عنه . ولما ضرب الحجاج رقاب أصحاب ابن الأشعث أتى رجل من بني تميم فقال : والله يا حجاج لئن كنا أسأنا في الذنب ما أحسنت في العفو فقال الحجاج : أف لهذه الجيف ! ما كان فيهم من يحسن الكلام مثل هذا وعفا عنه وخلى سبيله . وكان إبراهيم بن المهدي يقول : والله ما عفا عني المأمون تقرباً إلى الله تعالى ولا صلة الرحم ولكن له سوق في العفو يكره أن تكسد بقتلي .
وسئل الفضل عن الفتوة فقال : الصفح عن عثرات الإخوان . وفي بعض الكتب المنزلة : أن كثرة العفو زيادة في العمر . وأصله قوله تعالى : " وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " . وقال يزيد بن مزيد : أرسل إلي الرشيد ليلاً يدعوني فأوجست منه خيفة فقال لي : أنت القائل : أنا ركن الدولة والثائر لها والضارب أعناق بغاتها لا أم لك أي ركن وأي ثائر أنت قلت : يا أمير المؤمنين ما قلت هذا إنما قلت : أنا عبد الدولة والثائر لها فأطرق وجعل ينحل غضبه عن وجهه ثم ضحك فقلت أحسن من هذا قولي : [ من البسيط ] خلافة الله في هارون ثابتة * وفي بنيه إلى أن ينفخ الصور فقال : يا فضل أعطه مائتي ألف درهم قبل أن يصبح . وأمر مصعب بن الزبير بقتل رجل فقال :

315

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست