نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 302
عبد العزيز إلي وقال : يا شمردل : ما عندك ما تطعمني قلت : عندي جدي كأعظم ما يكون سمناً قال : عجل به فأتيته به كأنه عكة سمن فجعل يأكل منه ولا يدعو عمر حتى إذا لم يبق منه إلا فخذاً قال : هلم يا أبا جعفر فقال : إني صائم فأكله ثم قال : يا شمردل ويلك أما عندك شيء قلت : ست دجاجات كأنهن أفخاذ نعام فأتيته بهن فأق عليهن ثم قال : يا شمردل أما عندك شيء قلت : سويق كأنه قراضة الذهب فأتيته به فعبه حتى أتى عليه ثم قال يا غلام : أفرغت من غدائنا قال : نعم . قال : ما هو قال : نيف وثلاثون قدراً قال : ائتني بقدر قدر فأتاه بها ومعه الرقاق فأكل من كل قدر ثلثه ثم مسح يده واستلقى على فراشه وأذن للناس فدخلوا وصف الخوان فقعد وأكل مع الناس . وكان هلال بن الأسعر يضع القمع على فيه ويصب اللبن أو النبيذ وكان غليظاً عتلاً . وقال أعرابي لرجل رآه سميناً : أرى عليك قطيفة من نسج أضراسك . وقال المحمر الأعرابي : كانت لي بنت تجلس على المائدة فتهز كفاً كأنها صلفة في ذراع كأنه جمارة فلا تقع عينها على لقمة نفيسة إلا خصتني بها فكبرت وزوجتها وصرت أجلس على المائدة مع ابن لي فيبرز كفاً كأنها كرنافة فوالله لن تسبق عيني إلى لقمة طيبة إلا سبقت يده إليها . وقال مسلم بن قتيبة : عددت للحجاج أربعة وثمانين رغيفاً مع كل رغيف سمكة . ويقال : فلان يحاكي حوت يونس في جودة الالتقام وعصا موسى في سرعة الالتهام . وقيل لأبي مرة : أي الطعام أحب إليك قال : لحم سمين وخبز سميد أضرب فيه ضرب ولي السوء في مال اليتيم . وقال صدقة بن عبيد المازني : أولم لي أبي لما تزوجت فعمل عشر جفان ثريد من جزور فكان أول من جاءنا هلال المازني فقدمنا له جفنة مترعة فأكلها ثم أخرى فأكلها حتى أتى على الجميع ثم أتى بقربة مملوءة من النبيذ فوضع طرفها في شدقه وفرغها في جوفه ثم قام فخرج واستأنفنا عمل الطعام . وكان عبيد الله بن زياد يأكل في كل يوم خمس أكلات فخرج يوماً يريد الكوفة فقال له رجل من بني شيبان : الغداء أصلح الله الأمير فنزل فذبح له عشرين طائراً من الأوز فأكلها ثم قدم الطعام فأكل ثم أتى بزنبيلين في أحدهما تين وفي الأخر بيض فجعل يأكل من هذا تينة ومن هذا بيضة حتى أتى على ذلك جميعه ثم رجع وهو جائع . وكان ميسرة البراش يأكل الكبش العظيم ومائة رغيف فذكر ذلك للمهدي فقال : دعوت يوماً وحدث الشيخ نبيه الدين الجوهري أنه سمع الشيخ الإمام عز الدين بن عبد السلام يقول : إن معاوية بن أبي سفيان كان يأكل في كل يوم مائة رطل بالدمشقي ولا يشبع . ونزل رجل بصومعة راهب فقدم إليه الراهب أربعة أرغفة وذهب ليحضر إليه العدس فحمله وجاء فوجده قد أكل الخبز فذهب فأتى بخبز فوجده قد أكل العدس ففعل معه ذلك عشر مرات فسأله الراهب : أين مقصدك قال : إلى الأردن . قال : لماذا قال : بلغني أن بها طبيباً حاذقاً أسأله عما يصلح معدتي فإني قليل الشهوة للطعام فقال له الراهب : إن لي إليك حاجة قال : وما هي قال : إذا ذهبت وأصلحت معدتك فلا تجعل رجوعك علي .
302
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 302