responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 301

إسم الكتاب : المستطرف في كل فن مستظرف ( عدد الصفحات : 387)


من عفاف بطنه " وقال عمرو بن عبيد : " ما رأيت الحسن ضاحكاً إلا مرة واحدة قال رجل من جلسائه : ما آذاني طعام قط فقال له آخر : أنت لو كانت في معدتك الحجارة لطحنتها . وقال علي كريم الله وجهه : البطنة تذهب الفطنة . وقال ابن المقفع : كانت ملوك الأعاجم إذا رأت الرجل نهماً شرها أخرجوه من طبقة الجد إلى باب الهزل ومن باب التعظيم إلى باب الاحتقار . وتقول العرب : أقلل طعاماً تحمد مناماً وكانت العرب تعير بعضها بكثرة الأكل وأنشدوا : [ من الرجز ] لست بآكل كأكل العبد * ولا بنوام كنوم الفهد وأنشد الأصمعي لرجل من بني فهد : [ من الطويل ] إذا لم أزر إلا لآكل أكلة * فلا رفعت كفي إلي طعامي فما أكلة إن نلتها بغنيمة * ولا جوعة إن جعتها بغرام وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها : أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشتري غلاماً فألقى بين يديه تمراً فأكل فأكثر فقال صلى الله عليه وسلم : " إن كثرة الأكل شؤم " . وقالوا : الوحدة خير من الجليس السوء والجليس السوء خير من الأكيل السوء . وشكا أبو العيناء إلى صديق له سوء الحال فقال : اشكر فإن الله قد رزقك الإسلام والعافية قال : أجل ولكن بينهما جوع يقلقل الكبد ودعت أبا الحرث حبيبة له فحادثته ساعة فجاع فطلب الأكل فقالت له : أما في وجهي ما يشغلك عن الأكل قال : جعلت فداءك لو أن جميلاً وبثينة قعدا ساعة لا يأكلان لبصق كل منهما في وجه صاحبه وافترقا .
وأما أخبار الأكلة : فقد قيل : إن وهب بن جرير سأل ميسرة البراش عن أعجب ما أكل فقال : أكلت مائة رغيف بمكوك بلح . ومر ميسرة المذكور يوماً بقوم وهو راكب حماراً فدعوه للضيافة فذبحوا له حماره وطبخوه وقدموه له فأكله كله فلما أصبح طلب حماره ليركبه فقيل له : هو في بطنك . وقال المعتمر بن سليمان : قلت لهلال المازني ما أكلة بلغتني عنك قال : جعت مرة ومعي بعير لي فنحرته وشويته وأكلته ولم أبق منه إلا شيئاً يسيراً حملته على ظهري فلما كان الليل أردت أن أجامع أمة لي فلم أقدر أن أصل إليها فقالت : كيف تصل إلي وبيننا جمل فقلت له : كم تكفيك هذه الأكلة فقال : أربعة أيام . وقال الأصمعي : إن سليمان بن عبد الملك كان شرهاً نهماً وكان من شرهه أنه إذا أتي بالسفود وعليه الدجاج السمين المشوي لا يصبر إلى أن يبرد ولا أن يؤتى بمنديل فيأخذ بكمه فيأكل واحدة واحدة حتى يأتي عليها فقال أل الرشيد : ويحك يا أصمعي ما أعلمك بأخبار الناس أني عرضت على جباب سليمان فرأيت فيها آثار الدهن فظننته طيباً حتى حدثتني ثم أمر لي بجبة منها فكنت إذا لبستها أقول هذه جبة سليمان بن عبد الملك .
وقال الشمردل وكيل عمرو بن العاص قدم سليمان بن عبد الملك الطائف فدخل هو وعمر بن

301

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست