responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 271

إسم الكتاب : المستطرف في كل فن مستظرف ( عدد الصفحات : 387)


الناس ولا يرى إلا وعليه دين .
وسمن رجل بهيمة ثم خرج بها ليبيعها فمر بعبد الله بن جعفر رضي الله تعالى عنه فقال : يا صاحب البهيمة أتبيعها قال : لا ولكنها هي لك هبة ثم تركها له وانصرف إلى بيته فلم يلبث إلا يسيراً وإذا بالحمالين على بابه عشرين نفراً . عشرة منهم يحملون حنطة وخمسة لحماً وكسوة وأربعة يحملون فاكهة ونقلاً وواحد يحمل مالاً فأعطاه جميع ذلك واعتذر إليه رضي الله تعالى عنه .
ولما مات معاوية رضي الله تعالى عنه وفد عبد الله بن جعفر على يزيد ابنه فقال : كم كان أمير المؤمنين معاوية يعطيك فقال : كان رحمه الله يعطيني ألف ألف فقال يزيد : قد زدناك لترحمك عليه ألف ألف . فقال : بأبي وأمي أنت فقال : ولهذه ألف ألف فقال : أما إني لا أقولها لأحد بعدك فقيل ليزيد : أعطيت هذا المال كله من مال المسلمين لرجل واحد فقال : والله ما أعطيته إلا لجميع أهل المدينة ثم وكل به يزيد من صحبه وهو لا يعلم لينظر ما يفعل فلما وصل المدينة فرق جميع المال حتى احتاج بعد شهر إلى الدين . وخرج رضي الله تعالى عنه هو والحسنان وأبو دحية الأنصاري رضي الله تعالى عنهم من مكة إلى المدينة فأصابتهم السماء بمطر فلجأوا إلى خباء أعرابي فأقاموا عنده ثلاثة أيام حتى سكنت السماء فذبح لهم الأعرابي شاة فلما ارتحلوا قال عبد الله للأعرابي : إن قدمت المدينة فسل عنا فاحتاج الأعرابي بعد سنين فقالت له امرأته : لو أتيت المدينة فلقيت أولئك الفتيان فقال : قد نسيت أسماءهم فقالت : سل عن ابن الطيار فأتى المدينة فلقي سيدنا الحسن رضي الله تعالى عنه فأمر له بمائة ناقة بفحولها ورعاتها ثم أتى الحسين رضي الله تعالى عنه فقال : كفانا أبو محمد مؤونة الإبل فأمر له بألف شاة ثم أتى عبد الله بن جعفر رضي الله تعالى عنه فقال : كفاني إخواني الإبل والشياه فأمر له بمائة الف درهم . ثم أتى أبا دحية رضي الله تعالى عنه فقال : والله ما عندي مثل ما أعطوك ولكن ائتني بإبلك فأوقرها لك تمراً . فلم يزل اليسار في عقب الأعرابي من ذلك اليوم .
وقال الحسن والحسين يوماً لعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم : إنك قد أسرفت في بذل المال فقال : بأبي أنتما . إن الله عز رجل عودني أن يتفضل في وعودته أن أتفضل على عباده فأخاف أن أقطع العادة فيقطع عني المادة . وامتدحه نصيب فأمر له بخيل وأثاث ودنانير ودراهم . فقال له رجل : مثل هذا الأسود تعطي له هذا المال . فقال : إن كان أسود فإن ثناه أبيض ولقد استحق بما قال أكثر مما نال وهل أعطيناه إلا ثياباً تبلى ومالاً يفنى وأعطانا مدحاً يروى وثناء يبقى وخرج عبد الله رضي الله تعالى عنه يوماً إلى ضيعة له فنزل على حائط به نخيل لقوم وفيه غلام أسود يقوم عليه فأتى بقوته ثلاثة أقراص فدخل كلب فدنا من الغلام فرمى إليه بقرص فأكله ثم رمى إليه بالثاني والثالث فأكلهما . وعبد الله ينظر إليه فقال : يا غلام . كم قوتك كل يوم قال : ما رأيت قال : فلم آثرت هذا الكلب قال : أرضنا ما هي بأرض كلاب وإنه جاء من مسافة بعيدة جائعاً فكرهت أن أرده قال : فما أنت صانع اليوم قال : أطوي يومي هذا فقال عبد الله بن جعفر : ألام على السخاء وإن هذا لأسخي مني فاشترى الحائط وما فيه من النخيل والآلات واشترى الغلام ثم أعتقه ووهبه الحائط بما فيه من النخيل والآلات . فقال الغلام : إن كان ذلك لي فهو في سبيل الله تعالى فاستعظم عبد الله ذلك منه فقال : يجود هذا وأبخل أنا لا كان ذلك أبداً .

271

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست