responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 260


ليس يخفي عنك أمري * يا منى قلبي وذخري أنت قد تعتق رقي * وتفك اليوم أسري قال سري : فبينما أنا أسمعها وإذا بمولاها قد جاء وهو يبكي فقلت : لا بأس عليك قد جئناك برأس مالك وربح عشرة آلاف درهم فقال : والله لا فعلت ذلك . قلت : نزيدك . قال : والله لو أعطيتني ما بين الخافقين ما فعلت وهي حرة لوجه الله تعالى فقال : فتعجبت من ذلك وقلت ما كان هذا كلامك بالأمس فقال : حبيبي لا توبخني فالذي وقع لي من التوبيخ كفاني وأشهدك أني قد خرجت من جميع مالي صدقة في سبيل الله تعالى وإني هارب إلى الله تعالى فبالله لا تردني عن صحبتك فقلت نعم . ثم التفت فرأيت صاحب المال يبكي فقلت : ما يبكيك قال : يا أستاذي ما قبلني مولاي لما ندبني إليه ورد علي ما بذلت أشهدك أني قد خرجت من جميع ما أملكه لله تعالى في سبيل الله وكل عبد أملكه وجارية أحرار لوجه الله تعالى قال سري : فقلت : ما أعظم بركتك يا جارية . قال : فنزعنا الغل من عنقها والقيد من رجلها وأخرجناها من المارستان فنزعت ما كان عليها من ناعم الثياب ولبست خماراً من صوف ومدرعة من شعر وولت وقال سري : فتوجهت أنا ومولاها وصاحب المال إلى مكة فبينما نحن نطوف إذ سمعنا صوتاً فتبعناه فإذا هي امرأة كالخيال فلما رأتني قالت : السلام عليك يا سري فقلت لها : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته من أنت فقالت : لا إله إلا الله وقع الشك بعد المعرفة فتأملها فإذا هي الجارية فقلت لها : ما الذي أفادك الحق بعد انفرادك عن الخلق . فقالت : أنسى به وحشتي من غيره ثم توجهت إلى البيت وقالت : إلهي كم تخلفني في دار لا أرى فيها أنيساً قد طال شوقي فعجل قدومي عليك ثم شهقت شهقة وخرت ميتة رحمة الله تعالى عليها فلما نظر إليها مولاها بكى وجعل يدعو ويضعف كلاماً إلى أن خر إلى جانبها ميتاً رحمة الله عليه فدفناهما في قبر واحد : [ من الطويل ] بحرمة ما قد كان بيني وبينكم * من الود إلا ما رجعتم إلى وصلي ولا تحرموني نظرة من جمالكم * فلن تجدوا عبداً ذليلاً لكم مثلي فوالله ما يهوى فؤادي سواكم * ولو رشقوه بالأسنة والنبل وحكي أنه كان في زمن بني إسرائيل رجل من العباد الموصوفين بالزهد وكان قد سخر الله له سحابة تسير معه حيث يسير فاعتراه فتور في بعض الأيام فأزال الله عنه سحابته وحجب إجابته فكثر لذلك حزنه وشجونه وطال كمده وأنينه وما زال يشتاق إلى زمن الكرامة ويبكي ويتأسف ويتحسر ويتلهف فقام ليلة من الليالي فصلى ما شاء الله وبكى وتضرع ودعا الله تعالى ونام فقيل له في المنام : إذا أردت أن يرد الله تعالى عليك سحابتك فائت الملك الفلاني في بلد كذا واسأله أن يدعو الله لك أن يرد عليك سحابتك قال : فسار الرجل يقطع الأرض حتى وصل إلى تلك البلد التي ذكرت له في المنام فدخلها وسأل من يرشده إلى قصر الملك فجاء إلى القصر وإذا عند بابه غلام جالس على كرسي عظيم من الذهب الأحمر مرصع بالدر والجوهر والناس بين يديه يسألونه حوائجهم وهو يصرف الناس

260

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست