responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 259


قال : فقلت للقيم : ما هذه الجارية قال : هذه جارية اختل عقلها فحبست لعلها تصلح فلما سمعت كلامه تبسمت وقالت : [ من الخفيف ] معشر الناس ما جننت ولكن * أنا سكرانة وقلبي صاحي لم غللتم يدي ولم آت ذنباً * غير هتكي في حبه وافتضاحي أنا مفتونة بحب حبيب * لست أبغي عن بابه من براح ما على من أحب مولى الموالي * وارتضاه لنفسه من جناح قال : فلما سمعت كلامها بكيت بكاء شديداً فقالت : يا سري هذا بكاؤك من الصفة فكيف لو عرفته حق المعرفة قال : فبينما هي تكلمني إذ جاء سيدها فلما رآني عظمني فقلت : والله هي أحق مني بالتعظيم فلم فعلت بها هذا قال : لتقصيرها في الخدمة وكثرة بكائها وشدة حنينها وأنينها كأنها ثكلى لا تنام ولا تدعنا ننام وقد اشتريتها بعشرين ألف درهم لصناعتها فإنها مطربة قلت : فما كان بدء أمرها قال : كان العود في حجرها يوماً فجعلت تقول : [ من الوافر ] وحقك لانقضت الدهر عهداً * ولا كدرت بعد الصفو ودا ملأت جوانحي والقلب وجدا * فكيف أقر يا سكني وأهدا فيا من ليس لي مولى سواه * تراك رضيتني بالباب عبدا فقلت لسيدها : أطلقها وعلي ثمنها فصاح وافقراه من أين لك عشرون ألفاً يا سري فقلت : لا تعجل علي فقال : تكون في المارستان حتى توفيني ثمنها فقلت : نعم قال سري : فانصرفت وعيني تدمع وقلبي يخشع وأنا والله ما عندي درهم من ثمنها فبت طول ليلتي أتضرع إلى الله تعالى فإذا بطارق يطرق الباب ففتحت فدخل علي رجل ومعه ستة من الخدم ومعهم خمس بدر فقال : أتعرفني يا سري قلت : لا قال : أنا أحمد بن المثنى كنت نائماً فهتف بي هاتف وقال لي : يا أحمد هل لك في معاملتنا فقلت : ومن أولى مني بذلك فقال : احمل إلى سري السقطي خمس بدر من أجل الجارية الفلانية فإن لنا بها عمل قال سري : فسجدت لله شكراً وجلست أتوقع طلوع الفجر فلما طلع صلينا وذكرنا وانصرفنا نحوها فسمعناها تقول : [ من م . الخفيف ] قد تصبرت إلى أن * عيل من حبك صبري ضاق من غلي وقيدي * وامتهاني منك صدري

259

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست