responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 258


وحكى أبو علي المصري قال : كان لي جار شيخ يغسل الموتى فقلت له يوماً : حدثني أعجب ما رأيت من الموتى فقال : جاءني شاب في بعض الأيام مليح الوجه حسن الثياب فقال لي : أتغسل لنا هذا الميت . قلت : نعم . فتبعته حتى أوقفني على باب فدخل هنيهة فإذا بجارية هي أشبه الناس بالشاب قد خرجت وهي تمسح عينيها فقالت : أنت الغاسل قلت : نعم .
قالت : بسم الله ادخل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فدخلت الدار وإذا أنا بالشاب الذي جاءني يعالج سكرات الموت وروحه في لبته وقد شخص بصره وقد وضع كفنه وحنوطه عند رأسه فلم أجلس إليه حتى قبض فقلت : سبحان الله هذا ولي من أولياء الله تعالى حيث عرف وقت وفاته فأخذت في غسله وأنا أرتعد فلما أدرجته أتت الجارية وهي أخته فقبلته وقالت : أما إني سألحق بك عن قريب فلما أردت الانصراف شكرت لي وقالت : أرسل إلي زوجتك إن كانت تحسن ما تحسنه أنت فارتعدت من كلامها وعلمت أنها لاحقة به فلما فرغت من دفنه جئت أهلي فقصصت عليها القصة وأتيت بها إلى تلك الجارية فوقفت بالباب واستأذنت فقالت : بسم الله تدخل زوجتك فدخلت زوجتي وإذا بالجارية مستقبلة القبلة وقد ماتت فغسلتها زوجتي وأنزلتها على أخيها رحمة الله عليهما : [ من الطويل ] أأحبابنا بنتم عن الدار فاشتكت * لبعدكم آصالها وضحاها وفارقتم الدار الأنيسة فاستوت * رسوم مبانيها وفاح كلاها كأنكم يوم الفراق رحلتم * بنومي فعيني لا تصيب كراها وكنت شحيحاً من دموعي بقطرة * فقد صرت سمحاً بعدكم بدماها يراني بساماً خليلي يظن بي * سروراً وأحشائي السقام ملاها وكم ضحكة في القلب منها حرارة * يشب لظاها لو كشفت غطاها رعى الله أياماً بطيب حديثكم * تقضت وحياها الحيا وسقاها فما قلت إيهاً بعدها لمسامر * من الناس إلا قال قلبي آها وحكي سري السقطي رحمه الله تعالى قال : أرقت ليلة ولم أقدر على النوم فلما طلع الفجر صليت فلما أصبحت دخلت المارستان فإذا أنا بجارية مقيدة مغلولة وهي تقول : [ من م . الوافر ] وبين جوانحي كبد * أحس بها قد احترقت

258

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست