نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 246
الوسواس فقال : إذا أردت أن ينقطع عنك فأي وقت أحسست به فافرح فإنك إذا فرحت به انقطع عنك لأنه لا شيء أبغض إلى الشيطان من سرور المؤمن وإذا اغتممت به زادك . وقال ذو النون المصري رحمه الله تعالى : اجتمعوا ليلاً على أبي سليمان الداراني فسمعوه يقول : يا رب إن طالبتني بسريرتي طالبتك بتوحيدك وإن طالبتني بذنوبي طالبتك بكرمك وإن جعلتني من أهل النار أخبرت أهل النار بحبي إياك . وقال علي بن الحسين الحداد : سألت أبا سليمان بأي شيء تعرف الأبرار . قال : بكتمان المصائب وصيانة الكرامات . وروي عنه أنه قال : نمت ليلة عن وردي فإذا حوراء تقول لي : أو تنام وأنا أربى لك في الخدور منذ خمسمائة عام . ومنهم سيدي أبو محمد عبد الله بن حنيف من زهاد المتصوفة كوفي الأصل ولكنه سكن أنطاكية . ومن كلامه : لا تغتم إلا من شيء يضرك غداً ولا تفرح إلا بشيء يسرك غداً وله كرامات ظاهرة وبركات متواترة . ومنهم سيدي أبو عبد الله محمد بن يوسف البناء أصبهاني الأصل كتب عن ستمائة شيخ ثم غلب عليه الانفراد والخلوة إلى أن خرج إلى مكة بشرط التصوف وقطع البادية على التجريد وكان في ابتداء أمره يكسب في كل يوم ثلاثة دراهم وثلثاً فيأخذ من ذلك لنفسه دانقاً ويتصدق بالباقي ويختم مع العمل كل يوم ختمة فإذا صلى العتمة في مسجده خرج إلى الجبل إلى قريب الصبح ثم يرجع إلى العمل وكان يقول في الجبل : يا رب إما أن تهب لي معرفتك أو تأمر الجبل أن ينطبق علي فإني لا أريد الحياة بلا معرفتك . ومنهم سيدي يحيى بن معاذ الرازي قدس الله سره يكنى أبا زكرياء أحد رجال الطريق كان أوحد وقته ومن كلامه : لا تكن ممن يفضحه يوم موته ميراثه ويوم حشره ميزانه وقال : ليكن حظ المؤمن منك ثلاث خصال : إن لم تنفعه فلا تضره وإن لم تسره فلا تغمه وإن لم تمدحه فلا تذمه وقال : الصبر على الخلوة من علامات الإخلاص وقال : بئس الصديق صديقاً يحتاج إلى أن يقال له : اذكرني في دعائك وقال : على قدر حبك لله يحبك الخلق وعلى قدر خوفك من الله تهابك الخلق وعلى قدر شغلك بالله تشتغل في أمرك الخلق وقال : من كان غناه في كيسه لم يزل فقيراً ومن كان غناه في قلبه لم يزل غنياً ومن قصد بحوائجه المخلوقين يزل محروماً . وروي أنه قدم شيرازاً فجعل يتكلم على الناس في علم الأسرار فأتته امرأة من نسائها فقالت : كم تأخذ من هذه البلدة قال : ثلاثون ألفاً أصرفها في دين علي بخراسان فقالت : لك علي ذلك على أن تأخذها وتخرج من ساعتك فرضي بذلك فحملت إليه المال فخرج من الغد فعوتبت تلك المرأة فيما فعلت فقالت : إنه كان يظهر أسرار أولياء الله تعالى للسوقة والعامة ومنهم سيدي يوسف بن الحسين الرازي يكنى أبا يعقوب كان وحيد وقته في إسقاط التصنع عالماً أديباً صحب ذا النون المصري وأبا تراب النخشبي . من كلامه : إذا أردت أن تعلم العاقل من الأحمق فحدثه بالمحال فإن قبل فاعلم أنه أحمق . وقال : إذا رأيت المريد يشتغل بالرخص فاعلم أنه لا يجيء منه شيء وقال : لأن ألقى الله تعالى بجميع المعاصي أحب من أن ألقاه بذرة من التصنع وقال أبو الحسن الدارج : قصدت زيارة ابن الرازي من بغداد فلما دخلت بلده سألت عن منزله فكل من سألته يقول أي شيء تريد من هذا الزنديق فضيقوا صدري حتى عزمت على الانصراف فبت تلك الليلة في
246
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 246