responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 247


مسجد ثم قلت في نفسي : جئت هذه البلدة فلا أقل من زيارته فلم أزل أسأل عنه حتى وصلت إلى مسجده فوجدته جالساً في المحراب وبين يديه مصحف يقرأ فيه فدنوت منه وسلمت عليه فرد علي السلام وقال : من أين قلت : من بغداد فقال : أتحسن من قولهم شيئاً قلت : نعم وأنشدته : [ من الطويل ] رأيتك تبني دائماً في قطيعتي * ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني فأطبق المصحف ولم يزل يبكي حتى ابتلت لحيته وثوبه ورحمته من كثرة بكائه ثم التفت إلي وقال : يا بني أتلوم أهل البلد على قولهم يوسف بن الحسين زنديق وها أنا ذا من وقت صلاة الصبح أقرأ القرآن ولم تقطر من عيني قطرة وقد قامت علي القيامة بهذا البيت .
ومنهم سيدي حاتم بن علوان الأصم قدس الله سره يكنى أبا عبد الرحمن من أكابر مشايخ خراسان صاحب شقيق البلخي ومن كلامه : الزم خدمة مولاك تأتك الدنيا راغبة والآخرة راغبة وقال : من ادعى ثلاثاً بغير ثلاث فهو كذاب من ادعى حب الله تعالى من غير ورع عن محارمه فهو كذاب ومن ادعى محبة النبي صلى الله عليه وسلم من غير محبة الفقر فهو كذاب ومن ادعى حب الجنة من غير إنفاق ماله فهو كذاب وسأله رجل علام بنيت أمرك في التوكل على الله عز وجل قال : على أربع خصال علمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأنت به نفسي وعلمت أن عملي لا يعمله غيري فأنا مشغول به وعلمت أن الموت يأتيني بغتة فأنا أبادره وعلصت أني لا أخلو من عين الله عز وجل حيث كنت فأنا أستحي منه .
وسبب تسميته بالأصم ما حكاه أبو علي الدقاق أن امرأة جاءت تسأله عن مسألة فاتفق أنه خرج منها صوت ريح فخجلت المرأة فقال حاتم : ارفعي صوتك وأراها أنه أصم فسرت المرأة بذلك وقالت : إنه يسمع الصوت فغلب عليه هذا الاسم رحمة الله تعالى عليه .
ومنهم الحسن بن أحمد الكاتب من كبار مشايخ المصريين صحب أبا بكر المصري وأبا علي الروذباري وكان أوحد مشايخ وقته من كلامه : روائح نسيم المحبة تفوح من المحبين وإن كتموها وتظهر عليهم دلائلها وإن أخذوها وتدل عليهم وإن ستروها وأنشدوا في هذا المعنى : [ من الطويل ] إذا ما أسرت أنفس الناس ذكره * تبينه فيهم ولم يتكلموا تطيب به أنفاسهم فذيعها * وهل سر مسك أودع الريح يكتم ومن كلامه أيضاً : إذا انقطع العبد إلى الله تعالى بالكلية فأول ما يفيده الاستغناء به عن الناس . وقال : صحبة الفساق داء ودواؤها مفارفتهم وقال إذا سكن الخوف في القلب لا ينطق اللسان بما لا يعنيه .
ومنهم سيدي جعفر بن نصر الخلدي يكنى بأبي محمد بغدادي المنشأ والمولد صحب الجنيد وانتمى إليه وحج قريباً من ستين حجة روي أنه مر بمقبرة الشونيزية وامرأة على قبر تندب وتبكي بكاء بحرقة فقال لها : ما لك تبكين فقالت : ثكلى ولدي فأنشأ يقول : [ من المتقارب ]

247

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست