responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 245


إلى السماء ثم رفعها يوماً فقال : طال شوقي إليك فأعجل قدومي عليك . وقال محمد بن جعفر : سمعت إنساناً يقول غسلنا فتح بن شحرف فرأينا مكتوب على فخذه لا إله إلا الله فتوهمناه مكتوباً وإذا هو عرق داخل الجلد ومات ببغداد فصلي عليه ثلاثاً وثلاثين مرة أقل قوم كانوا يصلون عليه كانوا نحو من خمسة وعشرين ألفاً إلى ثلاثين ألفاً .
ومنهم سيدي فتح بن سعيد الموصلي يكنى أبا نصر من أقران بشر الحافي وسري السقطي كبير الشأن في باب الورع والمجاهدات . قال إبراهيم بن نوح الموصلي : رجع فتح الموصلي إلى أهله بعد صلاة العتمة وكان صائماً فقال عشوني فقالوا : ما عندنا شيء نعشيك به فقال : ما بالكم جلوس في الظلمة . فقالوا : ما عندنا شيء نسرج به فجعل يبكي من الفرح ويقول إلهي مثلي يترك بلا عشاء ولا سراج بأي يد كانت مني فما زال يبكي إلى الصباح . وقال فتح : رأيت بالبادية غلاماً لم يبلغ الحلم وهو يمشي وحده ويحرك شفتيه فسلمت عليه فرد علي السلام فقلت إلى أين فقال : إلى بيت ربي عز وجل فقلت : بماذا تحرك شفتيك قال : أتلو كلام ربي فقلت : إنه لم يجر عليك قلم التكليف . قال : رأيت الموت يأخذ من هو أصغر سناً مني فقلت : خطاك قصيرة وطريقك بعيدة فقال : إنما على نقل الخطا وعليه البلاغ فقلت أين الزاد والراحلة قال : زادي يقيني وراحلتي رجلاي فقلت : أسألك عن الخبز والماء قال : يا عماه أرأيت لو دعاك مخلوق إلى منزله أكان يحمل بك أن تحمل زادك إلى منزله قلت : لا فقال : إن سيدي دعا عباده إلى بيته وأذن لهم في زيارته فحملهم ضعف يقينهم على حمل أزوادهم وإني استقبحت ذلك فحفظت الأدب معه أفتراه يضيعني فقلت : حاشا وكلا ثم غاب عن بصري فلم أره إلا بمكة فلما رآني قال : أيها الشيخ بعدك على دلك الضعف من اليقين .
ومنهم سيدي أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري صحب شاه الكرماني ويحيى بن معاذ الرازي وكان يقال في الدنيا ثلاثة لا رابع لهم أبو عثمان الحيري بنيسابور والجنيد ببغداد وأبو عبد الله الحلاج بالشام ومن كلامه لا يكمل الرجل حتى يستوي في قلبه أربعة أشياء : المنع والعطاء والعز والذل وقال : منذ أربعين سنة ما أقامني الله تعالى في حال فكرهته ولا نقلني إلى شيء فسخطته .
ومنهم سيدي سليمان الخواص يكنى أبا تراب كان أحد الزهاد المعروفين والعباد الموصوفين سكن الشام ودخل بيروت وكان أكثر مقامه بيت المقدس قيل : اجتمع حذيفة المرعشي وإبراهيم بن أدهم ويوسف بن أسباط فتذاكروا الفقر والغنى وسليمان ساكت فقال بعضهم : الغني من كان له بيت يسكنه وثوب يستره وسداد من عيش يكفه عن فضول الدنيا وقال بعضهم : الغني من لم يحتج إلى الناس . فقيل لسليمان : ما تقول أنت في ذلك فبكى وقال : رأيت جوامع الغنى في التوكل ورأيت جوامع الفقر في القنوط والغني حق الغنى من أسكن الله في قلبه من غناه يقيناً ومن معرفته توكلاً ومن قسمته رضا فذلك الغني حق الغنى وإن أمسى طاوياً وأصبح معوزاً فبكى القوم من كلامه .
ومنهم سيدي أبو سليمان بن عبد الرحمن بن أحمد بن عطية الداراني أحد رجال الطريقة قدس الله سره كان من أجل السادات وأرباب الجد في المجاهدات ومن كلامه : من أحسن في نهاره كفى في ليله ومن أحسن في ليله كفى في نهاره ومن صدق في ترك شهوة ذهب الله بها من قلبه والله تعالى أكرم من أن يعذب قلباً بشهوة تركت له وقال : لكل شيء علامة وعلامة الخذلان ترك البكاء وقال : لكل شيء صدأ وصدأ نور القلب شبع البطن . وقال أحمد بن أبي الحواري شكوت إلى أبي سليمان

245

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست