نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 205
ثوبه ويخصف نعله ويركب الحمار بلا إكاف ويردف خلفه ويأكل الخشن من الطعام وما شبع قط من خبز بر ثلاثة أيام متوالية حتى لقي الله تعالى من دعاء لباه ومن صافحه لم يرفع يده حتى يكون هو الذي يرفعها يعود المريض ويتبع الجنائز ويجالس الفقراء أعظم الناس من الله مخافة وأتعبهم لله عز وجل بدناً وأجدهم في أمر الله لا تأخذه في الله لومة لائم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر أما والله ما كانت تغلق من دونه الأبواب ولا كان دونه حجاب صلى الله عليه وسلم . وقالت عائشة رضي الله عنها ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مرأة قط ولا خادماً له ولا ضرب بيده شيئاً إلا أن يجاهد في سبيل الله ولا خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما إلا أن يكون إثماً أو قطيعة رحم فيكون أبعد الناس منه وقال إبراهيم بن عباس : لو وزنت كلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمحاسن الناس لرجحت وهي قوله عليه الصلاة والسلام : " إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم وفي رواية أخرى : " فسعوهم ببسط الوجه والخلق الحسن " . وعنه صلى الله عليه وسلم حسن الخلق زمام من رحمة الله تعالى في أنف صاحبه والزمام بيد الملك والملك يجره إلى الخير والخير يجره إلى الجنة وسوء الخلق زمام من عذاب الله تعالى في أنف صاحبه والزمام بيد الشيطان والشيطان يجره إلى الشر والشر يجره إلى النار . وقال بعض السلف : الحسن الخلق ذو قرابة عند الأجانب والسيئ الخلق أجنبي عند أهله وقال الفضيل : " لأن يصحبني فاجر حسن الخلق أحب إلي من أن يصحبني عابد سيئ الخلق لأن الفاجر إذا حسن خلقه خف على الناس وأحبوه والعابد إذا ساء خلقه مقتوه : [ من الوافر ] إذا رام التخلق جاذبته * خلائقه إلى الطبع القديم قيل : أبى الله لسيئ الخلق التوبة لأنه لا يخرج من ذنب إلا دخل في ذنب آخر لسوء خلقه . وعن عائشة قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن الرجل شيء لم يقل : ما بال فلان ولكن يقول ما بال أقوام يقولون " حتى لا يفضح أحداً وعنه صلى الله عليه وسلم : " ما شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق " وعنه أيضاً صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاث من كن فيه كن له من صدق لسانه زكا عمله ومن حسنت نيته زيد في رزقه ومن حسن بره لأهل بيته زيد له في عمره " ثم قال : " وحسن الخلق وكف الأذى يزيدان في الرزق . وقيل : " سوء الخلق يعدي لأنه يدعو إلى أن يقابل بمثله " وكتب الحسن بن علي إلى أخيه الحسين رضي الله عنهم في إعطائه الشعراء فكتب إليه الحسين أنت أعلم مني بأن خير المال ما وقي به العرض فانظر إلى شرف أدبه وحسن خلقه كيف ابتدأ كتابه فأنت أعلم مني وكان بينه وبين أخيه كلام فقيل له : ادخل على أخيك فهو أكبر منك فقال : إني سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أيما اثنين جرى بينهما كلام فطلب أحدهما رضا الآخر كان سابقه إلى الجنة وأنا أكره أن أسبق أخي الأكبر إلى الجنة فبلغ ذلك الحسن فجاءه عاجلاً رضي الله عنهما وأنشد في المعنى : [ من الطويل ] وإني لألقى المرء أعلم أنه * عدو وفي أحشائه الضغن كامن فأمنحه بشراً فيرجع قلبه * سليماً وقد ماتت لديه الضغائن
205
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 205