نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 204
الباب الثالث والعشرون في محاسن الأخلاق ومساويها قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : " وإنك لعلى خلق عظيم " القلم : 4 . فخص الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم من كريم الطباع ومحاسن الأخلاق من الحياء والكرم والصفح وحسن العهد بما لم يؤته غيره ثم ما أثنى الله تعالى عليه بشيء من فضائله بمثل ما أثنى عليه بحسن الخلق فقال تعالى : " وإنك لعلى خلق عظيم " قالت عائشة رضى الله عنها : " كان خلقه القرآن يغضب لغضبه ويرضى لرضاه وكان الحسن رضي الله عنه إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أكرم ولد آدم على الله عز وجل أعظم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام منزلة عند الله أتى بمفاتيح الدنيا فاختار ما عند الله تعالى وكان يأكل على الأرض ويجلس على الأرض ويقول : " إنما أنا عبد أكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد ولا يأكل متكئاً ولا على خوان وكان يأكل خبز الشعير غير منخول وكان يأكل القثاء بالرطب ويقول : " برد هذا يطفئ حر هذا " وكان حب الطعام إليه اللحم ويقول : هذا يزيد في السمع ولو سألت ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل " وكان يحب الدباء ويقول : يا عائشة إذا طبختم قدراً فأكثروا فيه من الدباء فإنها تشد قلب الحزين وكان يقول : " إذا طبختم الدباء فأكثروا من مرقها وكان يكتحل بالإثمد ولا يفارقه في سفره قارورة الدهن والكحل والمرآة والمشط والإبرة يخيط ثوبه بيده وكان يضحك من غير قهقهة ويرى اللعب المباح ولا ينكره وكان يسابق أهله . قالت عائشة رضي الله عنها : سابقته فسبقته فلما كثر لحمي سابقته فسبقني فضرب بكتفي وقال : هذه بتلك وكان له عبيد وإماء لا يرتفع على أحد منهم في مأكل ولا مشرب ولا ملبس وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب نشأ في بلاد الجهل والصحارى يتيماً لا أب له ولا أم فعلمه الله تعالى جميع محاسن الأخلاق وكان أفصح الناس منطقاً وأحلاهم كلاماً وكان يقول : " أنا أفصح العرب " وقال أنس رضب الله عنه والذي بعثه بالحق نبياً ما قال لي في شيء قط كرهه لم فعلته ولا في شيء لم أفعله لم لا فعلته ولا لامني أحد من أهله إلا قال دعوه إنما كان هذا بقضاء وقدر وقال بعض مشايخنا رحمهم الله تعالى لا مانع من أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا هضم نفسه وتواضع لا يمنع من المرتبة التي هي أعلى مرتبة من العبودية فالنبي صلى الله عليه وسلم أعطاه الله تعالى مرتبة الملك مع كونه عبداً له متواضعاً فحاز المرتبتين مرتبة العبودية ومرتبة الملكية ومع ذلك كان يلبس المرقع والصوف ويرقع
204
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 204