نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 158
إني لأكثر مما سمتني عجباً * يد تشح وأخرى منك تأسوني تغتابني عند أقوام وتمدحني * في آخرين وكل عنك يأتيني هذان شيئان قد نافيت بينهما * فاكفف لسانك عن شتمي وتزييني وقيل : لألف لحوح جموح خير من واحد متلون . وكان يشبه المتلون بأبي براقش وأبي قلمون فأبو براقش طائر منقط بألوان النقوش يتلون في اليوم ألواناً وأبو قلمون ضرب من ثياب الحرير ينسج بالروم يتلون ألواناً ويقال للطائش الذي لا ثبات معه أبو رياح تشبيهاً بمثال فارس من نحاس بمدينة حمص على عمود حديد فوق قبة بباب الجامع يدور مع الريح ويمناه ممدودة وأصابعها مضمومة إلا السبابة فإذا أشكل عليهم مهب الريح عرفوه به فإنه يدور بأضعف نسيم يصيبه والذي يعمله الصبيان من قرطاس على قصة يسمى أبا رياح أيضاً ويقال : أخلاق الملوك مثل في المتلون . قال بعضهم : [ من الطويل ] ويوم كأخلاق الملوك تلونا * فصحو وتغييم وطل ووابل أشبهه إياك من صفاته * دنو وإعراض ومنع ونائل وكلم معاوية الأحنف في شيء بلغه عنه فأنكره الأحنف فقال له معاوية : بلغني عنك الثقة فقال له الأحنف : إن الثقة لا يبلغ مكروهاً . وكان الفضل بن سهل يبغض السعاية وإذا أتاه ساع يقول له : إن صدقتنا أبغضناك وإن كذبتنا عاقبناك وإن أستقلتنا أقلناك . وكتب في جواب كتاب ساع : نحن نرى أن قبول السعاية شر من السعاية لأن السعاية دلالة والقبول إجازة وليس من دل على شيء وأخبر به كمن قبله وجازه فاتقوا الساعي فإنه لو كان في سعايته صادقاً لكان في صدقه لئيماً إذ لم يحفظ الحرمة ولم يستر العورة . وقيل : من سعى بالنميمة حذره الغريب ومقته القريب . وقال المأمون : النميمة لا تقرب مودة إلا أفسدتها ولا عداوة إلا جددتها ولا جماعة إلا بددتها ثم لا بد لمن عرف بها ونسب إليها أن يجتنب ويخاف من معرفته ولا يوثق بمكانه وأنشد بعضهم : [ من البسيط ] من نم في الناس لم تؤمن عقاربه * على الصديق ولم تؤمن أفاعيه كالسيل بالليل لا يدري به أحد * من أين جاء ولا من أين يأتيه الويل للعهد منه كيف ينقضه * والويل للود منه كيف يفنيه وقال آخر : [ من البسيط ] يسعى عليك كما يسعى إليك فلا * تأمن غوائل ذي وجهين كياد
158
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 158