responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 147


وجدتم له بالبكاء وترك لكم جميع ما جمع وتركتم عليه ما حمل ما أعظم منقلب هشام إن لم يغفر الله له .
وقال الأوزاعي للمنصور في بعض كلامه : يا أمير المؤمنين أما علمت أنه كان بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم جريدة يابسة يستاك بها ويردع بها المنافقين فأتاه جبريل عليه السلام .
فقال : يا محمد ما هذه الجريدة التي بيدك . أقذفها لا تملأ قلوبهم رعباً فكيف بمن سفك دماء المسلمين وانتهب أموالهم يا أمير المؤمنين : إن المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر دعا إلى القصاص من نفسه بخدشة خدشها أعرابياً من غير تعمد . يا أمير المؤمنين : لو أن ذنوباً من النار صب ووضع على الأرض لأحرقها فكيف بمن يتجرعه ولو أن ثوباً من النار وضع على الأرض لأحرقها فكيف بمن يتقمصه ولو أن حلقة من سلاسل جهنم وضعت على جبل لذاب فكيف بمن يتسلسل بها ويرد فضلها على عاتقه .
وروى زيد بن أسلم عن أبيه قال : قلت لجعفر بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وكان والي المدينة : احذر أن يأتي رجل غداً ليس له في الإسلام نسب ولا أب ولا جد فيكون أولى برسول الله صلى الله عليه وسلم منك كما كانت امرأة فرعون أولى بموسى وكما كانت امرأة نوح وامرأة لوط أولى بفرعون ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ومن أسرع به عمله لم يبطئ به نسبه .
وروى زياد عن مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه قال : لما بعث أبو جعفر إلى مالك بن أنس وابن طاوس قال : دخلنا عليه وهو جالس على فرش وبين يديه أنطاع قد بسطت وجلادون بأيديهم السيوف يضربون الأعناق فأومأ إلينا أن اجلسا فجلسنا فأطرق زماناً طويلاً ثم رفع رأسه والتفت إلى ابن طاوس وقال : حدثني عن أبيك . قال : سمعت أبي يقول : قال رسول الله : صلى الله عليه وسلم " إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل أشركه الله تعالى في ملكه فأدخل عليه الجور في حكمه " . فأمسك أبو جعفر ساعة حتى اسود ما بيننا وبينه قال : ما لك فضممت ثيابي مخافة أن ينالها شيء من دم ابن طاوس ثم قال : يا ابن طاوس ناولني هذه الدواة . فأمسك عنه فقال : ما يمنعك أن تناولنيها قال : أخاف أن تكتب بها معصية فأكون شريكك فيها . فلما سمع ذلك قال : قوما عني . فقال ابن طاوس : ذلك ما كنا نبغي . قال : ما لك فما زلت أعرف لابن طاوس فضله من ذلك اليوم .
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لكعب الأحبار : يا كعب خوفنا . قال : أو ليس فيكم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم قال : بلى يا كعب ولكن خوفنا . فقال : يا أمير المؤمنين اعمل فإنك لو وافيت يوم القيامة بعمل سبعين نبياً لازدريت عملهم مما ترى فنكس عمر رضي الله عنه رأسه وأطرق ملياً ثم رفع رأسه وقال : يا كعب خوفنا . فقال : يا أمير المؤمنين لو فتح من جهنم قدر منخر ثور بالمشرق ورجل بالمغرب لغلى دماغه حتى يسيل من حرها فنكس عمل عمر ثم أفاق فقال : يا كعب زدنا فقال : يا أمير المؤمنين إن جهنم لتزفر زفرة يوم القيامة فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثا على ركبتيه يقول : يا رب لا أسألك اليوم إلا نفسي .
وقال سيدي الشيخ أبو بكر الطرطوشي رحمة الله تعالى عليه : دخلت على الأفضل بن أمير الجيوش وهو أمير على مصر فقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد السلام على نحو ما سلمت

147

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست