responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 146


وليس يزجركم ما توعظون به * والبهم يزجرها الراعي فتنزجر وكتب رجل إلى صديق له : أما بعد فعظ الناس بفعلك ولا تعظهم بقولك واستح من الله بقدر قربه منك وخفه بقدر قدرته عليك والسلام . وقيل : من كان له من نفسه واعظ كان له من الله حافظ وقال لقمان : الموعظة تشق على السفيه كما يشق صعود الوعر على الشيخ الكبير . قيل : أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام : إنك إن أتيتني بعبد آبق كتبتك عندي حميداً ومن كتبته عندي حميداً لم أعذبه بعدها أبداً وقال الرشيد لمنصور بن عمارة عظني وأوجز فقال : يا أمير المؤمنين : هل أحد أحب إليك من نفسك قال : لا . قال : ن أردت أن لا تسيء إلى من تحب فافعل وقال النبي صلى الله عليه وسلم في بعض خطبه : " أيها الناس الأيام تطوى والأعمار تفنى والأبدان في الثرى تبلى وأن الليل والنهار يتراكضان تراكض البريد ويقربان كل بعيد ويخلقان كل جديد وفي ذلك عباد الله ما ألهى عن الشهوات ورغب في الباقيات الصالحات . ولما لقي ميمون بن مهران الحسن البصري قال له : لقد كنت أحب أن ألقاك فعظني فقرأ الحسن البصري : " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه " الجاثية : 123 " أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون " الشعراء : 255 206 57 . فقال : عليك السلام أبا سعيد لقد وعظتني أحسن موعظة .
ولما ضرب ابن ملجم لعنه الله علياً رضي الله عنه دخل منزله فاعترته غشية ثم أفاق فدعا الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما وقال : " أوصيكما بتقوى الله تعالى والرغبة في الآخرة والزهد في الدنيا ولا تأسفا على شيء فاتكما منها فإنكما عنها راحلان . افعلا الخير وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً ثم دعا محمداً ولده وقال له : أما سمعت ما أوصيت به أخويك قال : بلى . قال : فإني أوصيك به وعليك ببر أخويك وتوقيرهما ومعرفة فضلهما ولا تقطع أمراً دونهما ثم أقبل عليهما وقال : أوصيكما به خيراً فإنه أخوكما وابن أبيكما وأنتما تعلمان أن أباه كان يحبه فأحباه ثم قال : يا بني أوصيكم بتقوى الله في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الرضا والغضب والقصد في الغنى والفقر والعدل في الصديق والعدو والعمل في النشاط والكسل والرضا عن الله في الشدة والرخاء يا بني ما شر بعده الجنة بشر ولا خير بعده النار بخير وكل نعيم دون الجنة حقير وكل بلاء دون النار عافية يا بني من أبصر عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره ومن رضي بما قسم الله له لم يحزن على ما فاته ومن سل سيف البغي قتل به ومن حفر لأخيه بئراً وقع فيها ومن هتك حجاب أخيه هتكت عورات بنيه ومن نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره ومن أعجب برأيه ضل ومن استغنى بعقله زل ومن تكبر على الناس ذل ومن خالط الأنذال احتقر ومن دخل مداخل السوء اتهم ومن جالس العلماء وقر ومن مزح استخف به ومن أكثر من شيء عرف به ومن كثر كلامه كثر خطؤه وقل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه ومن مات قلبه دخل النار . يا بني الأدب ميزان الرجل وحسن الخلق خير قرين يا بني العافية عشرة أجزاء : تسعة منها في الصمت إلا عن ذكر الله تعالى وواحدة في ترك مجالسة السفهاء يا بني زينة الفقر الصبر وزينة الغنى الشكر . يا بني لا شرف أعلى من الإسلام ولا كرم أعز من التقوى ولا شفيع أنجح من التوبة ولا لباس أجمل من العافية . يا بني الحرص مفتاح التعب ومطية النصب .
ولما حضرت هشام بن عبد الملك الوفاة نظر إلى أهله يبكون حوله فقال : جاد لكم هشام بالدنيا

146

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست