responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 148


رداً جميلاً وأكرمني إكراماً جزيلاً وأمرني بدخول مجلسه وأمرني بالجلوس فيه . فقلت : أيها الملك إن الله تعالى قد أحلك محلاً علياً شامخاً وأنزلك منزلاً شريفاً باذخاً وملكك طائفة من ملكه وأشركك في حكمه ولم يرض أن يكون أمر أحد فوق أمرك فلا ترض أن يكون أحد أولى بالشكر منك وليس الشكر باللسان وإنما هو بالفعال والإحسان . قال الله تعالى : " اعملوا آل داود شكراً " سبأ : 113 واعلم أن هذا الذي أصبحت فيه من الملك إنما صار إليك بموت من كان قبلك وهو خارج عنك بمثل ما صار إليك فاتق الله فيما خولك من هذه الأمة فإن الله تعالى سائلك عن الفتيل والنقير والقطمير . قال الله تعالى : " فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون " الحجر : 92 93 وقال تعالى : " وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين " الأنبياء : 147 واعلم أيها الملك أن الله تعالى قد آتى ملك الدنيا بحذافيرها سليمان بن داود عليه السلام فسخر له الإنس والجن والشياطين والطير والوحش والبهائم وسخر له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب ثم رفع عنه حساب ذلك أجمع فقال له : " هذا عطاؤنا فأمنن أو أمسك بغير حساب " ص : 39 فوالله ما عدها نعمة كما عددتموها ولا حسبها كرامة كما حسبتموها بل خاف أن تكون استدراجاً من الله تعالى ومكراً به . فقال : " هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر " النمل : 40 فافتح الباب وسهل الحجاب وانصر المظلوم وأغث الملهوف أعانك الله على نصر المظلوم وجعلك كهفاً للملهوف وأماناً للخائف . ثم أتممت المجلس بأن قلت قد جبت البلاد شرقاً وغرباً فما اخترت مملكة وارتحت إليها ولذت لي الإقامة فيها غير هذه المملكة ثم أنشدته : [ من البسيط ] والناس أكيس من أن يحمدوا رجلاً * حتى يروا عنده آثار إحسان وقال الفضل بن الربيع : حج هارون الرشيد سنة من السنين فبينما أنا نائم ذات ليلة إذ سمعت قرع الباب فقلت : من هذا فقال : أجب أمير المؤمنين فخرجت مسرعاً فقلت : يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك فقال : ويحك قد حاك في نفسي شيء لا يخرجه إلا عالم فانظر إلى رجلاً أسأله عنه فقلت : ههنا سفيان بن عيينة فقال : امض بنا إليه فأتيناه فقرعت عليه الباب فقال : من هذا فقلت : أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعاً فقال : يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك فقال : جد لما جئنا له فحادثه ساعة ثم قال له : أعليك دين قال : نعم . فقال : يا أبا العباس اقض دينه ثم انصرفنا . فقال : ما أغنى

148

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست