الباب الثاني عشر في الوصايا الحسنة والمواعظ المستحسنة وما أشبه ذلك قال الله تعالى : " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " النحل : 125 وقال الله تعالى : " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون " النحل : 9 . وقال تعالى : " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " آل عمران : 102 . وقال تعالى : " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض " التوبة : 71 . " يأمر ون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات " آل عمران : 114 . والآيات في ذلك كثيرة مشهورة وفوائدها جمة منشورة .
وروينا في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " .
وقال شيخنا محيي الدين النووي رحمة الله تعالى عليه في قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " المائدة : 105 إن هذه الآية الكريمة مما يغتر بها أكثر الجاهلين ويحملونها على غير وجهها بل الصواب في معناها أنكم إذا فعلتم ما أمرتم به لا يضركم ضلالة من ضل .
ومن جملة ما أمروا به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والآية مرتبة في المعنى على قوله تعالى : " ما على الرسول إلا البلاغ " المائدة : 99 . وقال محمد بن تمام : الموعظة جند من جنود الله تعالى ومثلها مثل الطين يضرب به على الحائط إن استمسك نفع وإن وقع أثر .
ومن كلام علي رضي الله تعالى عنه : " لا تكونن ممن لا تنفعه الموعظة إلا إذا بالغت في إيلامه فإن العاقل يتعظ بالأدب والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب " .
وأنشد الجاحظ : [ من البسيط ]

145