نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 144
وقال بعض الخلفاء لجرير بن يزيد : إني قد أعددتك لأمر . قال : يا أمير المؤمنين . إن الله تعالى قد أعد لك مني قلباً معقوداً بنصيحتك ويداً مبسوطة لطاعتك وسيفاً مجرداً على عدوك . وأنشد الأصمعي : [ من البسيط ] النصح أرخص ما باع الرجال فلا * تردد على ناصح نصحاً ولا تلم إن النصائح لا تخفى مناهلها * على الرجال ذوي الألباب والفهم ولمعاذ بن مسلم : [ من الوافر ] نصحتك والنصيحة إن تعدت * هوى المنصوح عزلها القبول فخالفت الذي لك فيه حظ * فنالك دون ما أملت غول وقيل : أشار فيروز بن حصين على يزيد بن المهلب أن لا يضع يده في يد الحجاج فلم يقبل منه وسار إليه فحبسه وحبس أهله فقال فيروز : [ من الطويل ] أمرتك أمرا حازما فعصيتني * فأصبحت مسلوب الإمارة نادما أمرتك بالحجاج إذ أنت قادر * فنفسك أولى اللوم إن كنت لائما فما أنا بالباكي عليك صبابة * وما أنا بالداعي لترجع سالما ويقال : من اصفر وجهه من النصيحة اسود لونه من الفضيحة . وقال طرفة : [ من الطويل ] ولا ترفدن النصح من ليس أهله * وكن حين تستغني برأيك غانيا وإن امرأً يوماً تولى برأيه * فدعه يصيب الرشد أو يك غاويا وفي مثله قال بعضهم : [ من الطويل ] من الناس من أن يستشرك فتجتهد * له الرأي يستغششك ما لم تتابعه فلا تمتحن الرأي من ليس أهله * فلا أنت محمود ولا الرأي نافعه والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
144
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 144