نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 213
فيه ، وقادم على ما قدمت ، فأمر له معاوية برواحل كثيرة من الحنطة وغيرها فردّها . وقال إن أعطيت المسلمين كلهم مثل ما أعطيتني أخذت وإلا فلا حاجة لي في ذلك وودعه وانصرف . ( 125 ) وملح ما سطر ومستحسن ما ذكر ما حدث به رسول ملك الخزر وهو عند الفضل بن سهل عن أُخت ملكهم واسمها خاتون . قال : أصابتنا سنة احتدم شواظها علينا بحرارة المصائب وصنوف الآفات ففزع الناس إلى الملك فلم يدر ما يجيبهم به . فقالت له خاتون : أيها الملك إن الحزم علق لا يخلق جديده ، وسبب لا يمتهن عزيزه وهو دليل الملك على استصلاح مملكته ، وزاجره عن إستفسادها . وقد فزعت رعيتك إليك لفرط العجز عن الالتجاء إلى من لا تزيده الإساءة إلى خلقه عزاً ، ولا ينقصه العود إليهم بالإحسان ملكاً ، وما أحد أولى بحفظ الوصية من الوصي ، ولا بركوب الدلالة من الدال ، ولا بحسن الرعاية من الراعي ، ولم نزل في نقمة لم تغيرها نقمة ، وفي رضا لم تكدره سخطة ، إلى أن جرى القدر بما عمي عنه البصر ، وذهب عنه الحذر ، فسلب الموهوب ، والسالب هو الواهب . فعد إليه بشكر النعم وعذ به من فظيع النقم ،
213
نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 213