نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 214
فمتى تنسه ينسك ، ولا تجعلن الحياء من التذلل للمعز المذل شركاً بينك وبين رعيتك فتستحق مذموم العاقبة ، ولكن مرهم ونفسك بصرف القلوب إلى الإقرار له بكنه القدرة وبتذليل الألسن في الدعاء بمحض الشكر له ، فإن الملك ربما عاقب عبده ليرجعه عن شيء فعل إلى صالح عمل ، وليتبعه على ذاك الشكر لما يحرز به فضلاً آخر . قال : فأمرهم الملك أن تقوم فيهم فتنذرهم بهذا الكلام ، ففعلت . " فتلقوا وعظها بالقبول ، ورجعوا عن باب الملك الأدنى إلى باب الملك الأعلى . وقد علم الله منهم قبول الوعظ والأمر والنهي ، فحال عليهم الحول ، وما أحد منهم مفتقر لنعمة كان عليها ، وتواترت عليهم الزيادات بجميل الصنع ولله الحمد والشكر . ( 126 ) قال أبو بكر " الهذلي " أخبرنا عبد الرحمن بن أخي الأصمعي عن عمه عبد الملك الأصمعي قال : قدم وفد على هشام بن عبد الملك وفيهم رجل من قريش يقال له إسماعيل بن أبي الجهم ، وكان أكبرهم سناً ؛ وأفضلهم رأياً وحكماً ، فقام متوكئاً على عصا ، فقال : يا أمير المؤمنين إن خطباء قريش قد قالت فأطنبت وأثنت عليك فأحسنت ، ووالله ما بلغ قائلهم قدرك ولا أحصى مثليهم فضلك ، أفتأذن لي في الكلام ؟ قال : تكلم
214
نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 214