نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 212
يبكي الغريب عليه ليس يعرفه * وذو قرابته في الحي مسرور كأنه لم يكن إلا تذكرة * والدهر أينما حال دهارير ؟ فبينما أنا أردد هذه الأبيات وعينان ينسكبان انسكاباً لا أملك رد دمعهما . إذ قال لي رجل إلى جنبي من عذرة : يا أبا عبد الله هل تعرف قائل هذا الشعر ؟ قلت لا والله . قال هذا الميت " الذي دفناه " وأنت الغريب الذي تبكي عليه ، " ولا تعرفه ولا تعلم أنه قائل هذا الشعر " وذو قرابته الذي ذكر أنه مسرور هو ذاك ، وأشار إلى رجل في الجماعة وقال : والله ما يستطيع كتمان ما هو عليه من السرور بفقده . فقال له معاوية : يا أخا جرهم سل ما شئت قال : ما مضى من عمري ترده ؟ والأجل إذا حضر تدفعه ؟ قال : ليس ذلك إلي سل غير ذلك قال : يا أمير المؤمنين ليس إليك الدنيا فترد شبابي ، ولا الآخرة فتكرم مآبي ، وأما المال فقد أخذت " منه " في عنفواني ما كفاني . قال لابد أن تسألني قال : أما إذ أبيت فأمر لي برغيفين أتغدى بأحدهما وأتعشى بالآخر ، واتق الله واعلم أنك مفارق ما أنت
212
نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 212