نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 207
كل قدر أكلاً تاماً فقال له المعتصم : هذا ظلم قال : وكيف ذاك ؟ قال أراك قد أمعنت في هذا اللون وستحكم لصاحبه . قال : يا أمير المؤمنين ليس بلقمة ولا باثنتين تدرك المعرفة بأخلاط الطعام ، وعلي أن أوفي كلاً منها حقها في الذوق ، ثم يقع الحكم بعد ذلك ، فتبسم المعتصم وقال : شأنك إذاً ، وأكل من جميعها كما ذكر ، ثم قال : أما هذه فقد أحسن صاحبها إذ أظهر فلفلها وقلل كمونها ، وأما هذه فقد أجاد صاحبها إذ كثر خلها وقلل فلفلها ليشتهي حمضها . وأما هذه فقد أحكمها طباخها بتقليل مائها وكثرة رُبها وأقبل يصفها واحدةً واحدة حتى أتى على جميعها بصفات سر بها أصحابها . وأمر المعتصم بإحضار المائدة فأكل مع القوم بأكلهم أنظف أكل وأحسنه . فمرة يحدثهم بأخبار الأكلة في صدر الإسلام مثل معاوية بن أبي سفيان وسليمان بن عبد الملك وعبيد الله بن زياد والحجاج ، ومرة يحدثهم أكلة دهره مثل ميسرة التراس وحاتم الكيال واسحق الحمامي . فلما رفعت الموائد قال له المعتصم : ألك حاجة يا أبا عبد الله ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين قال : فاذكرها فإن أصحابنا يريدون أن يتشاغلوا بقية يومهم . فقال : رجل من أهل يا أمير المؤمنين قد وطئه الدهر فغير من حاله وخشن معيشته قال : ومن هو ؟ قال : سليمان بن عبد الملك النوفلي . قال : قدّر له ما يصلحه قال : خمسين ألف درهم قال قد أمرت له بها . قال : وحاجة أخرى قال وما هي ؟ قال : ضياع
207
نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 207