نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 158
فوجد غسان " قد سبقه إليها " ودخل على المأمون ومثل بين الصفين . وقال : يا أمير المؤمنين إن لعلي بن عيسى حرمة وخدمة ، وسالف أصل ولأمير المؤمنين إليه إحسان هو ولي ربه وحفظه . وقد لحقه من الخسران والجائحة في ضمانه مما قد تعارفه الناس . وقد خرج أمير المؤمنين بالاشتداد عليه في المطالبة وتوعده من ضرب السوط بمال يتلف نفسه ، ما أطار عقله وأذهب لبه وأدهشه عن الاضطراب في الخلاص ، والاحتيال فيما عليه ، مع عدم القدرة على ذلك ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يجريني على حسنى عادات كرمه عندي ، فيشفعني فيه ببعض ما عليه ، فهي صنيعة يجددها عندي تحرس ما تقدم من إحسانه ، وتضاعف وجوب الشكر عليها ، والاعتداد بسبوغ نعمه بها . ولم يزل بلطف به بهذا ونحوه إلى أن حط النصف مما عليه ، واقتصر منه على عشرين ألف دينار . فقال غسان : على أن يجدد أمير المؤمنين عليه الضمان ، ويشرّفه يخلع تقوي نفسه ، وترهف عزمه ويعرف بها مكان الرضى عنه . فأجابه المأمون إلى ذلك . قال : فأذن لي أمير المؤمنين أن أحمل الدواة إلى حضرته ليوقع بما رآه من هذا الإنعام ، فيبقى شرف حملها علي وعلى عقبي من بعدي . فقال : افعل ، فحمل الدواة وأحضرها فوقع المأمون له بما التمس ، وخرج علي بن
158
نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 158